اقتصاد الذكاء الاصطناعي: تجاوز التريليون دولار وتوقعات بمستقبل واعد
تقرير عبده بغيل || الحديدة اكسبرس
الجمعة 11 يوليو 2025
![]() |
اقتصاد الذكاء الاصطناعي: تجاوز التريليون دولار وتوقعات بمستقبل واعد |
يشهد الاقتصاد العالمي تحولًا جذريًا مدفوعًا بالنمو الهائل في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي. فبعد أن كان يُنظر إليه في السابق كمفهوم نظري، أصبح الذكاء الاصطناعي قوة اقتصادية حقيقية تتجاوز قيمتها السوقية التريليونات من الدولارات، وتشكل ملامح مستقبل الاقتصاد العالمي.
قصص الموصى بها :
»سباق الذكاء الاصطناعي: تكنولوجيا تعيد رسم ملامح الحروب وساحات القتال
» مايكروسوفت تحظر رسائل البريد الإلكتروني التي تحوي كلمة "فلسطين"
» أول مؤتمر للروبوتات في تاريخ البشرية
توسع المتسارع لاقتصاد الذكاء الاصطناعي:
سجل اقتصاد الذكاء الاصطناعي العالمي نموًا ملحوظًا، حيث تجاوزت قيمته السوقية 1.3 تريليون دولار بحلول منتصف عام 2025. وتشير التوقعات الصادرة عن مؤسستي أبحاث الأسواق الدولية McKinsey وStatista إلى أن هذا الرقم سيشهد تضاعفًا ليصل إلى 2.6 تريليون دولار بحلول عام 2030. ويعزى هذا الصعود السريع إلى الانتشار الواسع لتقنيات الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات الحيوية، بما في ذلك القطاعات المالية والصناعية والصحية والتعليمية، مما يعكس الأثر المتزايد لهذه التكنولوجيا في جوانب متعددة من حياتنا.
المساهمة المحتملة في الناتج المحلي الإجمالي العالمي:
لا يقتصر تأثير الذكاء الاصطناعي على حجم السوق فحسب، بل يمتد ليشمل مساهمته الكبيرة في الناتج المحلي الإجمالي العالمي. تقدر شبكة “برايس ووتر هاوس كوبرز” البريطانية أن الذكاء الاصطناعي قد يساهم بما يصل إلى 15.7 تريليون دولار في الناتج المحلي الإجمالي العالمي بحلول عام 2035. ويعكس هذا التوقع الدور المتنامي للذكاء الاصطناعي في تحسين الكفاءة التشغيلية للشركات، وزيادة الإنتاجية، وتقديم دعم متقدم لاتخاذ القرارات المؤسسية، مما يؤدي إلى نمو اقتصادي شامل. وتشير بيانات الشبكة إلى أن أكثر من 60% من الشركات العالمية الكبرى قد بدأت بالفعل في دمج أدوات الذكاء الاصطناعي في عملياتها التشغيلية، مما يؤكد على الأهمية المتزايدة لهذه التكنولوجيا في بيئة الأعمال الحالية.
السباق الدولي والاستثمارات الضخمة:
في ظل التنافس الشديد على قيادة اقتصاد الذكاء الاصطناعي، تتصدر الولايات المتحدة والصين المشهد باستثمارات هائلة في تطوير البنية التحتية الرقمية وتعزيز البحث والتطوير في هذا المجال. وفي الوقت نفسه، تسعى أوروبا إلى وضع أطر تنظيمية تضمن تحقيق التوازن بين تشجيع الابتكار وضمان المساءلة في استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي. كما تولي أوروبا اهتمامًا خاصًا بتعزيز تطوير الذكاء الاصطناعي الأخلاقي والمستدام، مما يعكس الوعي المتزايد بأهمية الجوانب الأخلاقية والاجتماعية لهذه التكنولوجيا.
اقرا أيضا :
》 "واتساب" يشارك في إبادة الغزاويي
تحولات عميقة وتحديات متزايدة:
يعكس النمو المتسارع في قطاع الذكاء الاصطناعي تحولات عميقة في شكل الاقتصاد العالمي، حيث تتغير مفاهيم القيمة والعمل والابتكار. وقد أصبح الذكاء الاصطناعي محورًا استراتيجيًا في الصراعات الجيوسياسية، ومصدرًا لضغوط متزايدة على الحكومات لضمان تحقيق التوازن بين سرعة التطور التكنولوجي وحماية المجتمعات من التداعيات المحتملة. وتشمل هذه التداعيات قضايا مثل الأمن السيبراني، والخصوصية، وتأثير الذكاء الاصطناعي على سوق العمل، مما يستدعي تضافر الجهود على المستويات الوطنية والدولية لمواجهة هذه التحديات بفعالية.
لا شك أن الذكاء الاصطناعي يمثل قوة دافعة هائلة لاقتصاد المستقبل، ويحمل في طياته إمكانات غير مسبوقة لتحقيق النمو والازدهار. ومع ذلك، فإن الاستفادة القصوى من هذه الإمكانات تتطلب استثمارات مستمرة في البحث والتطوير، ووضع أطر تنظيمية فعالة، وتناول التحديات الأخلاقية والاجتماعية المصاحبة لهذا التطور التكنولوجي. إن فهم طبيعة هذه الثروة التريليونية الصامتة والتعامل معها بحكمة هو مفتاح بناء مستقبل اقتصادي مزدهر ومستدام للجميع.
