تقارير تكشف تعاون مايكروسوفت المتزايد مع الجيش الإسرائيلي وسط اتهامات بالتجسس على الفلسطينيين
الحديدة اكسبرس |عبده بغيل
صنعاء، اليمن - 17 ابريل 2025
تزايدت التقارير التي تسلط الضوء على التعاون الوثيق بين شركة التكنولوجيا العملاقة مايكروسوفت وجيش العد الإسرائيلي، بالتزامن مع اتهامات للشركة ببيع معلومات تُستخدم في التجسس على الفلسطينيين.
تشير التقارير إلى أن مايكروسوفت، التي تمتلك مركز تطوير استراتيجي هام في إسرائيل، وسعت من تعاونها مع المؤسسة العسكرية الإسرائيلية بشكل ملحوظ، خاصة بعد طوفان الاقصى 7 من أكتوبر 2023. وقد ازداد اعتماد الجيش الإسرائيلي على خدمات الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي التي تقدمها مايكروسوفت وشريكتها OpenAI.
وتفيد التقارير بأن نماذج الذكاء الاصطناعي التجارية من شركات أمريكية، بما فيها مايكروسوفت، باتت تستخدم بشكل متزايد في العمليات العسكرية الإسرائيلية. ويبرز مشروع "نيمبوس" البالغة قيمته 1.2 مليار دولار، والذي تقدم من خلاله مايكروسوفت (إلى جانب جوجل وأمازون) خدمات الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي للحكومة والجيش الإسرائيلي، كأحد أبرز مظاهر هذا التعاون.
يُستخدم Microsoft Azure في استضافة بوابات خاصة بالجيش الإسرائيلي، مثل بوابة المجندين الاحتياطيين، كما يستضيف برامج تدريب لقوات الاحتلال. وتشير التقارير إلى استخدام الجيش الإسرائيلي لخدمات مايكروسوفت في وحدات حساسة مثل "أوفيك" التابعة لسلاح الجو (المسؤولة عن إدارة قواعد بيانات الأهداف) ووحدة "سابر" (المسؤولة عن البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات في مديرية الاستخبارات العسكرية).
في سياق متصل، تثار اتهامات حول بيع مايكروسوفت معلومات تُستخدم في التجسس على الفلسطينيين. وتشير تقارير أن الجيش الإسرائيلي يستخدم Microsoft Azure لجمع معلومات من خلال المراقبة الجماعية، بما في ذلك المكالمات الهاتفية والرسائل النصية والصوتية، والتي يتم نسخها وترجمتها.
كما يبرز استثمار مايكروسوفت السابق في شركة AnyVision الإسرائيلية، التي طورت برنامج "Better Tomorrow" للمراقبة التكتيكية، والذي قيل إنه استُخدم في مشروع مراقبة عسكري سري في الضفة الغربية، كإحدى النقاط التي أثارت انتقادات واسعة من منظمات حقوق الإنسان.
وقد أثارت هذه الشراكة والادعاءات ردود فعل غاضبة داخل مايكروسوفت وخارجها. فقد أعرب موظفون في مايكروسوفت عن قلقهم ومعارضتهم لتعاون الشركة مع الجيش الإسرائيلي، خوفًا من استخدام تقنياتهم في مراقبة واستهداف الفلسطينيين، ووصل الأمر إلى فصل بعض الموظفين الذين احتجوا على هذا التعاون. كما صرحت مهندسة برمجيات سابقة بأنها لم تُبلغ بأن عملها سيُباع للجيش والحكومة الإسرائيلية بهدف التجسس على الفلسطينيين.
وقد دعت حركة مقاطعة إسرائيل (BDS) إلى مقاطعة منتجات مايكروسوفت بسبب تعاونها مع إسرائيل وتورطها المحتمل في انتهاكات حقوق الإنسان.
في المقابل، وبعد موجة من الانتقادات، أعلنت مايكروسوفت في عام 2020 عن بيع حصتها في AnyVision وتغيير سياساتها الاستثمارية لإنهاء الاستثمارات في شركات تبيع تقنيات التعرف على الوجوه. وأكدت الشركة أن تدقيقًا مستقلاً لم يجد أن تقنية AnyVision استخدمت في برنامج مراقبة جماعية في الضفة الغربية.
تستمر هذه القضية في إثارة جدلاً واسعًا حول مسؤولية شركات التكنولوجيا الكبرى عن كيفية استخدام تقنياتها وتأثيرها على حقوق الإنسان في مناطق الصراع.
موظفة مقالة من مايكروسوفت: للشركة دور في الإبادة الإسرائيلية في غزة
هاميلتون: قالت فانيا أغراوال، الموظفة المقالة من شركة مايكروسوفت لاحتجاجها على دعم الشركة للجرائم الإسرائيلية في فلسطين، إن مايكروسوفت لعبت دوراً في الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023. وأضافت أغراوال: “على مدى عام ونصف العام الماضيين، بدأنا نتعلم بشكل أكثر وضوحاً كيف تتشكّل هذه العلاقات، وكيف تعمل خدمات مايكروسوفت على تمكين وتسريع الإبادة الجماعية في غزة”. وبدعم أمريكي مطلق ترتكب إسرائيل، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، إبادة جماعية بغزة خلّفت أكثر من 167 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود. وأوضحت الموظفة أن التحذيرات الداخلية بشأن تعاون مايكروسوفت مع إسرائيل تم قمعها بشكل “منهجي”. وأضافت: “رفضوا التعليق على التساؤلات، وتهربوا من الأسئلة المطروحة داخلياً، وحذفوا تعليقات الموظفين التي تطلب التوضيح”. ولفتت إلى أنه رغم محاولات الشركة إسكاتهم، فإن العديد من الموظفين في مكاتب مايكروسوفت حول العالم أظهروا “تضامناً صامتاً”. وأوضحت أن البعض انضم إلى الاحتجاج من أجل غزة، بينما عبّر آخرون عن ردود أفعالهم من خلال تغيير رسائل الحالة الخاصة بهم. وشددت: “حُكم علينا بالصمت، أسكتنا، تعرضنا للاضطهاد، واجهنا الضغوط في كل مرة”. وخلال الأسبوع الأول من الشهر الجاري، قاطع موظفون كلمة الرئيس التنفيذي لشركة مايكروسوفت للذكاء الاصطناعي مصطفى سليمان في حفل الذكرى الخمسين لتأسيس الشركة احتجاجاً على تعاملات مايكروسوفت مع إسرائيل. وفي الحفل نفسه، وخلال تواجد المؤسس المشارك لشركة مايكروسوفت بيل غيتس، والرئيس التنفيذي السابق للشركة ستيف بالمر، والرئيس التنفيذي ساتيا ناديلا على المنصة، صاحت فانيا أغراوال قائلة: “عار عليكم جميعاً، أنتم جميعاً منافقون.. عار عليكم جميعاً أن تحتفلوا فوق دمائهم. اقطعوا علاقاتكم مع إسرائيل”. وعقب احتجاجها تم إخراجها من الحفل. وبعدها بأيام فصلت مايكروسوفت المهندستين المغربية ابتهال أبو السعد وزميلتها فانيا أغراوال، إثر احتجاجهما ضد الخدمات التي توفرها الشركة لإسرائيل. ووفق تقرير نشرته وكالة “أسوشيتد برس”، في 18 فبراير/ شباط 2025، فإن الجيش الإسرائيلي يستخدم منصة “مايكروسوفت أزور” لتجميع معلومات يتم الحصول عليها عبر عمليات “مراقبة جماعية”، تشمل المكالمات الهاتفية والرسائل النصية والصوتية التي يتم تحويلها إلى نصوص مترجمة. وبحسب التقرير، فإن “مايكروسوفت أزور” تستخدم تقنيات البحث السريع عن مصطلحات محددة في كميات هائلة من النصوص، وهذه التقنية تتيح، على سبيل المثال، تحديد موقع أشخاص يوجهون بعضهم البعض إلى أماكن معينة، عبر أنظمة الذكاء الاصطناعي العسكرية. ووفقاً لتقرير “أسوشيتد برس”، فقد ارتفع استخدام الجيش الإسرائيلي لتقنيات الذكاء الاصطناعي التي توفرها شركتا “مايكروسوفت” و”أوبن إيه آي” في مارس/ آذار 2024، بنحو 200 ضعف مقارنة بالفترة التي سبقت حرب إبادتها الجماعية بغزة. كما زادت كمية البيانات المخزنة من قبل الجيش الإسرائيلي على خوادم “مايكروسوفت” إلى أكثر من 13.6 بيتابايت بين شهري مارس/ آذار ويوليو/ تموز 2024، أي ما يعادل الضعف مقارنة بالفترة السابقة.