الشريط الإخباري

الحرب البريطانية السرية على سوريا!

الحرب البريطانية السرية على سوريا!
بقلم #سلام_موسى_جعفر
#الحديدةنيوزاكسبرس



حتى أتخلص من صداع حوارات غير مثمرة مع مثيري القرف، ألجأ أحياناً الى أسلوب التقليل من التحليلات والاكتفاء بعرض الوقائع والآراء على لسان أهلها، على أمل أن يُخْرِسهم هذا الأسلوب في الكتابة. فكما تلاحظون، في كل مرة يبدأ أحدنا بالنشر عن أهداف المشروع الصهيوأمريكي في منطقتنا، وعن أدوار مختلف أدواته، يعلو الصراخ الهيستيري من قبل المتطرفين البلداء من الليبراليين الجدد دفاعاً عن المشروع باعتباره أمر واقع تستحيل مقاومته، كما أنه في كل الأحوال، حسب وجهة نظرهم، أفضل من البدائل المحلية المعروضة في أسواق مخيلاتهم المريضة! فكل الأشياء في عالمهم صارت سلع قابلة للاستهلاك، إلا كرامتهم! ليس اعتزازاً بها، بل لانعدام وجودها أصلاً!

أعني بالمتطرفين الأشخاص المتحولين من أقصى اليسار الى أقصى يمين الليبرالية الجديدة. التطرف لديهم هو نتاج سعي المتحول لإثبات خلوه من بقايا التفكير القديم. والتطرف، حاله حال التملق، هو من أدوات التنافس على تقديم فروض الولاء للسيد الجديد. أما البلادة، يا عيني على البلادة، فهي موروث جيني لدى هذا النوع من اليسار المُتعود في الأصل على تلقي تحليلات مُعلبة، لا تتطلب منه سوى فتح العلبة، قراءة محتوياتها، حفظها عن ظهر قلب ثم التبشير بها، والويل كل الويل لمن يُعارض أو ينتقد!

نعود الآن الى موضوع الحرب البريطانية السرية في سوريا، باعتبارها جزء من المشروع الصهيوأمريكي في المنطقة. وأستهلُه بالتنبيه على أن بريطانيا ربما تراجع دورها القيادي في المشاريع الاستعمارية، ولكنها لم تنسحب منها كُلياً. فبريطانيا تُشارك بفعالية في كل الحروب الاستعمارية، علناً وسراً، على حد سواء. كما تَزُجُ بإمكانياتها الاستخبارية في خدمة كل الحروب الأمريكية. وهي واحدة من دول "العيون الخمس"، وهو تحالف استخباري بين أميركا وبريطانيا ونيوزلندا وأستراليا وكندا.

ما ذا يعني هذا في الواقع؟ هذا يعني أن بريطانيا تُحارب أينما تحارب أمريكا. وقد أجاب على السؤال، بطريقته الخاصة "مارك كورتيس" الصحفي والمؤرخ البريطاني المعروف، حين كتب إن صناعة السياسة الخارجية البريطانية مركزية للغاية وشبهها بسياسة النظم الاستبدادية. فرئيس الوزراء (لست أنا القائل، بل أنقله على لسان كورتيس) يستطيع إرسال قوات للحرب دون مناقشة البرلمان. ويستطرد أن بريطانيا تُشارك في عدة حروب سرية دون إذن البرلمان أو مناقشته. كورتيس الذي سبق له أن كشف لنا عن مشاركة عسكرية بريطانية في الحرب على اليمن، يكشف لنا عن وجود قوات خاصة من بلاده تُشارك في الحرب على الأرض في سوريا، رغم أن البرلمان وافق فقط على القيام بضربات جوية ضد داعش، هذه الحرب البريطانية السرية في سوريا بدأت منذ 2011 دون أي نقاش مع النواب المنتخبين!

وعلى ذمة "نيك هوبكنز"، وهو مراسل تحقيقات صحفية، قال في برنامج "نيوز نايت" في البي. بي. سي. في العام 2014 أن بريطانيا خططت قبل عامين لتشكيل جيش من المعارضة السورية. واقترح  رئيس أركان الجيش البريطاني وقتها الجنرال لورد ريتشاردز أن يَضُم الجيش المُقترح 100 ألف من المتمردين السوريين هدفه إلحاق الهزيمة بالرئيس السوري بشار الأسد. وحسب الخطة، أُقْتُرِحَ أن يَجري تدريب جيش المتمردين في تركيا والأردن. وبمجرد أن يكون جيش المعارضة المسلحة المُقترح جاهزاً، سوف يزحف نحو العاصمة السورية دمشق تحت غطاء تُوفره مقاتلات تابعة للحلفاء الغربيين والخليجيين. أي ما يشبه السيناريو الذي اعتمده الناتو في ليبيا.

أما صحيفة "الديلي ميرور" البريطانية فقد كشفت عن اصابة عنصر من القوات الخاصة (SAS) في جنوب سوريا.
وذكرت الصحيفة في تقرير لها أن طائرتي هليكوبتر من طراز (شينوك) تابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني مُحَملة بقوات خاصة ومسعفين قد اندفعوا إلى جنوب سوريا لإنقاذ جريح من القوات الخاصة البريطانية.
واضافت أنه تم نقل المصاب جواً إلى منشأة طبية في أربيل. ووفقًا لما ذكرته الصحيفة فقد أصيب أكثر من 30 بريطاني في سوريا. فيما كانت هناك حالة وفاة واحدة على الأقل، وهي الرقيب "مات تونرو" الذي قتل في عملية مشتركة بين الولايات المتحدة وبريطانيا في آذار عام 2018.

لفت نظري الأسبوع الماضي، عنوان لمقال كتبه "بول ديلي" في صحيفة الأوبزرفر البريطانية "هل توقفت الغارات الأسترالية في الشرق الأوسط؟". ليس التواجد الأسترالي في المنطقة هو الذي لفت نظري، فالمنطقة باتت مفتوحة لكل من هَبَّ ودَبَّ، وإنما العنوان الذي أوحى لي وكأن أستراليا تقود حربها المستقلة عن الحلف الذي تقوده أمريكا. أما السرد في المقال فقد كشف عن تفاصيل لا يوحي بها العنوان. وعلى أية حال فان المقال كشفت لنا عن تواجد استرالي سري لحساب تواجد بريطاني سري! يقول ديلي إن عسكريين أستراليين يشاركون، بصورة سرية، في تشغيل طائرات مسيرة بريطانية قتالية في العراق وسوريا!

وحسب كاتب المقال فأن دور الطيارين الأستراليين في تشغيل الطائرات المسيرة في سوريا والعراق يبقى غامضاً. فلا وزارة الدفاع البريطانية ولا الأسترالية أعلنتا رسمياً عن مشاركة الطيارين الأستراليين في تشغيل الطائرات البريطانية القتالية. ويعتقد الكاتب أن بريطانيا لجأت إلى الطيارين الأستراليين نظراً لنقص في الطيارين البريطانيين.

ويضيف الكاتب أن الطائرات المسيرة البريطانية تُسْتَعْمَل في الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية، في سوريا والعراق، ولكنها (هنا بيت القصيد) تُستعمل أيضاً في مهمات أخرى تبقى سرية عن البرلمان وعن الرأي العام.
ولفت كاتب المقال النظر إلى أن إشراك متعاملين من القطاع الخاص في مهمات قتالية أمر خطير وقصير النظر حتى لو كان على نطاق محدود!

عبارة الكاتب "إشراك متعاملين من القطاع الخاص" توحى بأن الطيارين الاستراليين هم من مرتزقة الشركات الأمنية المتعاقدة مع الحكومات الغربية!

____________
#عبده_بغيل

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال