جيروزاليم بوست: اعتراف إسرائيل بـ«أرض الصومال» خطوة تعيد رسم موازين القوة في البحر الأحمر
كتب عبده بغيل||الحديدة اكسبرس
30-ديسمبر-2025
كشفت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية أن اعتراف حكومة الاحتلال الإسرائيلي رسميًا بـ«جمهورية أرض الصومال» يشكّل تحولًا استراتيجيًا عميقًا في المشهد الجيوسياسي الإقليمي، يتجاوز البعد الدبلوماسي الرمزي إلى إعادة تشكيل خرائط النفوذ من القرن الأفريقي حتى شرق البحر الأبيض المتوسط.
ووفق الصحيفة، فإن إعلان رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو الاعتراف بأرض الصومال ككيان مستقل، جعل إسرائيل أول دولة في العالم تقدم على هذه الخطوة منذ إعلان الإقليم انفصاله عن الصومال عام 1991، معتبرة أن هذا القرار قد يُسجَّل تاريخيًا كإحدى أبرز المناورات السياسية الإسرائيلية في السنوات الأخيرة.
وأوضحت الصحيفة أن أهمية الخطوة تنبع من الموقع الجغرافي الحساس لأرض الصومال، المطلة على خليج عدن وبالقرب من مضيق باب المندب، أحد أهم الممرات البحرية العالمية التي يمر عبرها نحو ثلث التجارة الدولية، في وقت تشهد فيه المنطقة توترًا متصاعدًا بفعل الهجمات التي تستهدف الملاحة الدولية في البحر الأحمر.
وأضافت أن ميناء بربرة الاستراتيجي، الذي جرى تطويره باستثمارات إماراتية، قد يتحول – بدعم أمني إسرائيلي – إلى موطئ قدم غربي متقدم في مواجهة النفوذ الإيراني في اليمن، ووسيلة ضغط جيوسياسية عند أحد أخطر عنق الزجاجة البحرية في العالم.
وتربط جيروزاليم بوست بين هذه الخطوة وبين تحركات إسرائيل الأخيرة لتعزيز تحالفاتها الإقليمية، لا سيما مع اليونان وقبرص في شرق المتوسط، في إطار ما وصفته بـ«شبكة أمنية وتجارية» تمتد من أثينا إلى هرجيسا، وتهدف إلى تحجيم أدوار قوى إقليمية منافسة، وعلى رأسها تركيا.
كما أشارت الصحيفة إلى أن الاعتراف بأرض الصومال يمثل تحديًا مباشرًا للنفوذ التركي في القرن الأفريقي، خاصة في ظل العلاقات الوثيقة التي تربط أنقرة بالحكومة الصومالية، ما يفسر – بحسب الصحيفة – موجة الإدانات التي صدرت من تركيا وقطر عقب الإعلان الإسرائيلي.
واختتمت الصحيفة تقريرها بالتأكيد على أن إسرائيل، عبر هذه الخطوة، لم تعد تنتظر الغطاء الدولي لتحركاتها، بل تتصرف كقوة إقليمية فاعلة تبني تحالفاتها وممراتها الاستراتيجية بما يخدم مصالحها بعيدة المدى، في مشهد يعكس تحولات متسارعة في توازنات الشرق الأوسط والقرن الأفريقي.

