بعد ثلاث سنوات من ارتداء الكمامة.. يابانيون يتدربون على الابتسام من جديد
عبده بغيل-الحديدة اكسبرس
1-7-2023
تظل الابتسامة هي أرق فنون التخاطب الإنساني بين البشر، الأمر الذي دعا كثير من اليابانيين لتلقي دروساً خاصة في الابتسام من جديد بعد أن فقدوا تلك المهارة خلال جائحة فايروس «كورونا» التي استمرت لمدة ثلاث سنوات،
فبعد إخفاء أفواههم لفترة طويلة، يعتقد بعض الناس أنهم فقدوا القدرة على الابتسام بشكل مقنع ويلجأون إلى المتخصصين للحصول على المساعدة.
وقالت ميهو كيتانو، معلمة برامج الابتسامة: «سمعت من أشخاص يقولون إنه حتى لو تمكنوا من إزالة أقنعتهم، فإنهم لا يريدون إظهار النصف السفلي من وجوههم، أو أنهم لا يعرفون كيف يبتسمون بعد الآن... يقول البعض منهم إنهم يرون المزيد من التجاعيد حول أعينهم بعد استخدامها أكثر للابتسام، أو يشعرون بأن وجوههم تتدلى لأنهم لم يستخدموها بالقدر نفسه من قبل».
بينما البعض نسي كيف يستخدم عضلات وجهه، وبات البعض الآخر يحتاج لمن يذكره بالابتسامة ثانية.
ولمواجهة هذه المشكلة بدأت اليابان بتنظيم دورات للتدريب على كيفية الابتسامة، موجهة بشكل خاص للذين اعتادوا على ارتداء أقنعة الوجه أثناء وباء كوفيد-19.
وفي مارس الفائت، قررت الحكومة اليابانية أخيراً السماح لمواطنيها بعدم لبس الأقنعة، لكن القرار أثار مخاوف البعض،
وأعلنت الحكومة اليابانية في مارس أن ارتداء الكمامة أصبح اختيارياً، ثم خفّضت تصنيف خطورة فيروس كورونا في مايو.
فهيماواري يوشيدا، اعتادت الحياة مع الكمامة بعد ثلاث سنوات من ارتدائها ولن يكون سهلاً عليها التخلي عنها، ولا حتى استخدام عضلات وجهها بسهولة، وتقول "لم أستخدم عضلات وجهي كثيرا أثناء تفشي فيروس كورونا في اليابان".
ولهذا قررت الاستعانة بخدمات ما يعرف بـ"مدرب الابتسامة"، والذي يعيد تأهيل الأشخاص ليكونوا قادرين على إظهار الابتسامة على الوجه مجددا.
آلية التدريب
ويستخدم المشاركون في هذه التدريبات مرايا محمولة باليد لملاحظة تقدّمهم، ويجرون التعديلات المطلوبة حتى يقتنعوا بأنهم أعادوا اكتشاف ابتسامتهم كما كانت قبل البدء باستخدام الكمامة.
تبدأ عادة التدريبات، التي تحظى بشعبية خاصة بين النساء، بتمارين الإطالة لتخفيف توتر الوجه، قبل أن يرفع المشاركون مراياهم المحمولة باليد إلى مستوى العين ويثنوا أجزاءً من وجوههم بما يتماشى مع تعليمات كاوانو.
زيادة في الطلب
وتشرف كيكو كاوانو على هذا النوع من التدريبات، وتعلم المشاركين في صفوفها على تقنيات عديدة أبرزها تثبيت المرايا لإظهار الوجوه، ومط جوانب الأفواه بالأصابع.
واللافت أن أعمال شركة كاوانو والتي تعرف باسم "تعليم الابتسامة"، شهدت زيادة كبيرة في الطلب على الدروس بمعدل 4 أضعاف، علما أن تكلفة الحصة الواحدة تبلغ 44 جنيها إسترلينيا.
وتفسر كاوانو هذا الإقبال على دروسها، بالإجراءات الجديدة في البلاد المتعلقة بالتخلي عن القيود التي كانت مرتبطة بكورونا، ورغبة الشباب في العودة لحياتهم الطبيعية قبل الوباء، هذا إلى جانب بحث الكثيرين منهم عن وظائف تتطلب الابتسامة على حد قولها.
الابتسام جزء من الثقافة اليابانية
وأوردت صحيفة جابان تايمز أن كاوانو درّبت أكثر من 4 آلاف شخص على فن الابتسام على مدى السنوات الست الماضية، وساعدت مئات آخرين ليصبحوا "متخصصين معتمدين في الابتسامة"، وتشرف الآن على 20 مدرباً يديرون دروساً في أنحاء اليابان كافة.
يذكر ان دروس الابتسام كانت جزءا من الثقافه اليابانيه لعدة عقود، لكن شعبيتها عادت إلى الواجهة من جديد بعد رفع القيود التي فرضت لمواجهة فيروس كوفيد 19.