من حكايا العيد/الحديدة اكسبرس
*كذبت..لاتحبني
بقلم-محفوظ ناصر
30-6-2023
تحدث المقال عن
* كانوا ثوارا واصبحوا تجارا اسكرتهم كراسي السلطة..
وتحدث ايضا :
*من نصَّبوا انفسهم حماة لفاشلين فاسدين على مقاعد هيئات ومؤسسات ببراشوتات المحسوبية والشللية والعصبوية والمناطقية
إلى تفاصيل المقال :
من حكايا العيد
*كذبت..لاتحبني
بقلم-محفوظ ناصر
في كتابه (الصداقة والصديق) يروي أبو حيان التوحيدي حكاية رجل ثري خرج في يوم عيد في أحسن حُلة وزيَّنَ حماره ببرقع يليق بيوم العيد،وفي الطريق التقاه صديق من اصدقاءه البسطاء وراحا يتبادلان التهاني بالعيد ويتجاذبان اطراف الحديث.وحين همَّ الصديق الثري بالسير مودعا دفعه امر ما لأن يقول لصديقه: والله اني أُحبك.
فرد عليه صديقه: كذبت والله.لو كنت تحبني ماكان لحمارك برقع في يوم العيد وليس لي عباءة!!
**لينتفع به غيرنا كما انتفعنا به :
كان والٍ من الولاة الفاسدين الفاشلين في مِصرٍ من الأمصار الاسلامية قد امضى سنين طوال في موقعه سام اهل المِصر سوءالعذاب وعاث في المِصر فسادا وكلما شكوه للخليفة زاده تثبيتها في موقعه واطال في عُمر توليه شؤون الولاية.وفي يوم عيد قام الخليفة بزيارة للمِصر (المنكوب) بواليه الفاسد الفاشل وبتعبير اصحابنا في صنعاءهذه الايام (المدودل المفرط) ،لمشاركة اهالي المصر (فرحتهم) بالعيد وأداء صلاة العيد معهم والاستماع لمشكلاتهم وتطلعاتهم.وقبل ان يفتح لهم باب الحديث ولدرايته بماسيقولون وبغية قطع السبيل عليهم للتعبير عن سخطهم على سلوكيات وممارسات من ولَّاه امورهم،استبقهم بالحديث عن واليه معتبرا ان من محبة الله لهم ومحبته (الخليفة) لهم ان اصبح هذا الشخص واليا عليهم،واصفا اياه بصفات لم يلمسوا منه الا نقائضها واضدادها منذ ان وليَّ أمورهم (الكفاءة.الخبرة.الامانة.النزاهة.
العفة.سمو الاخلاق.العدل.التدين...الخ) .وهنا انبرى له مواطن من مواطني الولاية قائلاً: اما يامولاي وان واليكم بكل هذه الصفات وقد انتفعنا بها لعشر سنوات ونيف فنتمنى عليكم ان تولونه مِصر آخر من امصار المسلمين لينتفع بصفاته هذه كما انتفعنا بها.وحتى لايظل الانتفاع بصفاته هذه حكرا علينا ونحن مؤمنون.والمؤمن يحب لاخيه مايحبه لنفسه.
والحديث بالحديث يُذكر وحديثي عن المحسوبين بمجاهدين مؤمنين وكانوا ثوارا واصبحوا تجارا اسكرتهم كراسي السلطة وسطوة القوة والمال فنصَّبوا انفسهم حماة لفاشلين فاسدين مدودلين مفرطين انزلوهم على مقاعد هيئات ومؤسسات ببراشوتات المحسوبية والشللية والعصبوية والمناطقية والبسوهم اثوابا فضفاضة عليهم دون خبرة ولاكفاءة ولانزاهة ولاعفة ولاادب ولااخلاق فعاثوا في هيئات ومؤسسات الدولة فسادا واوقفوا دوران عجلتها الى الامام كماساموا كوادرها وكفاءتها سوء العذاب،لاعوام ليست بقليلة وكلما جأر الناس بمُر الشكوى من هكذا(قيادات فلتات عقمت البلد ان تلد اندادا لهم)زادهم حُماتهم تثبيتا في مواقعهم وجعلوا من انفسهم (متاريس)تحول دون تدويرهم ولانذهب الى حد ابعد فنقول تغييرهم ومحاسبتهم.ولسنا ندري حقيقة ماصلة هكذا سلوكيات وممارسات ب(المسيرة القرآنية)و(الهوية الإيمانية)!! ولكن إذا كان(حُماة الفاسدين الفاشلين المدودلين المفرطين) يرون فيمن يستميتون في التشبث بهم ويحمونهم ويحولون دون تغييرهم واضعف الايمان تدويرهم ، مالايراه من عايشوهم لاعوام طوال خلت،من صفات وسلوكيات وممارسات فحري ب(المؤمنين المجاهدين المدافعين الحُماة الاشاوس) ان يدفعوا بمن (يحمونهم) إلى هيئات ومؤسسات اخرى لتنتفع هي الاخرى بكفاءاتهم العلمية وخبراتهم العملية وابداعاتهم الخلاقة فضلا عن منهجيتهم ومؤسسيتهم ونظافة جيوبهم واللسنتهم،كما انتفعت بها الهيئات والمؤسسات التي تهبشوا فيها وتسلبطوا عليها لاعوام خلت،ذلك حتى يعم(النفع الجميع) عملا بقول ابوعلاء المعري في حب (الخير)للغير كما يحبه لنفسه:
فلا هطلت عليَّ بأرضِ قومٍ
سحائب ليس تنتظمُ البلادا
ولسنا من المأخوذين بقول ابوفراس الحمداني في إيثار الذات:
معللتي بالوصلِ والموت دونهُ
إذا مِتُ ضمآن فلا نزل القطَرُ