إعلامي أمريكي يفجّر جدلًا : التحالف مع تل أبيب عبء على واشنطن و”فزاعة الإسلام الراديكالي” دعاية سياسية
كتب عبده بغيل || الحديدة اكسبرس
29-ديسمبر-2025
في تصريحات وُصفت بأنها غير مسبوقة داخل أوساط اليمين الأمريكي، قال الإعلامي المحافظ تاكر كارلسون إن التحالف الوثيق بين واشنطن وتل أبيب بات عبئًا سياسيًا وأخلاقيًا على الولايات المتحدة، معتبرًا أن تصوير ما يُسمّى بـ”الإسلام الراديكالي” كخطر وجودي على الأمريكيين لا يعدو كونه دعاية تُغذّيها إسرائيل وداعموها.
وخلال مقابلة على بودكاست The American Conservative، أكد كارلسون أنه لا يعرف أي شخص في الولايات المتحدة قُتل على يد “الإسلام المتطرف” خلال الأربع والعشرين سنة الماضية، مشددًا على أن التهديد الحقيقي للأمريكيين داخلي ويتمثل في الانتحار، والإدمان، وتفكك النسيج الاجتماعي، لا في مخاطر خارجية يجري تضخيمها سياسيًا.
وأضاف أن فئة الشباب الأبيض الأمريكي تعاني من أزمات مركبة، تشمل الإدمان على الأدوية المنبهة، وألعاب الفيديو، والمحتوى الإباحي، إلى جانب تراجع فرص العمل، معتبرًا أن هذه العوامل “تدمّر المجتمع من الداخل” أكثر من أي تهديد أمني خارجي.
تصريحات كارلسون فجّرت انقسامًا حادًا داخل حركة “لنجعل أمريكا عظيمة مجددًا” (ماغا)، بين جناح قومي انعزالي يدعو لإعادة تقييم التحالفات الخارجية وعلى رأسها دعم إسرائيل، وجناح جمهوري تقليدي يعتبر هذا الدعم جزءًا ثابتًا من المصالح والقيم الأمريكية.
في المقابل، هاجمت الناشطة اليمينية المعروفة بعدائها للإسلام، لورا لومر، تصريحات كارلسون ووصفتها بـ”إنكار الوقائع”، مستشهدة بهجمات إرهابية سابقة مثل هجوم نادي Pulse في فلوريدا عام 2016.
بينما دافعت النائبة الجمهورية السابقة مارجوري تايلور غرين عن كارلسون، مؤكدة أنه يمثل تيار “أمريكا أولًا” الرافض لزجّ واشنطن في صراعات خارجية لا تخدم المواطن الأمريكي.
ووفق تقرير لمجلة نيوزويك، فإن هذه الخلافات تعكس شرخًا عميقًا داخل اليمين الأمريكي، قد ينعكس سلبًا على وحدة الحزب الجمهوري وقدرته على حشد الناخبين مع اقتراب الاستحقاقات الانتخابية المقبلة.
ومنذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة في أكتوبر 2023، صعّد كارلسون من انتقاداته لتل أبيب، مسلطًا الضوء على معاناة المدنيين الفلسطينيين، خصوصًا الأطفال والمسيحيين، ومهاجمًا الدعم الأمريكي غير المشروط لإسرائيل.
تصريحات كارلسون، وإن أثارت عاصفة من الجدل، إلا أنها فتحت نقاشًا غير مسبوق داخل الولايات المتحدة حول كلفة التحالفات الخارجية، وحدود الخطاب الأمني، ومن المستفيد الحقيقي من صناعة الخوف داخل المجتمعات الغربية.
