الابتعاد عن وسائل التواصل الاجتماعي لمدة أسبوع يقلل الاكتئاب والقلق
تقرير عبده بغيل || الحديدة اكسبرس
28-12-2025
أسبوع بلا وسائل تواصل اجتماعي قد لا يكون علاجًا سحريًا، لكنه — وفق الدراسة — خطوة قد تمنح بعض الشباب متنفسًا نفسيًا، وتدق ناقوس الخطر بشأن علاقتنا المتزايدة بالشاشات.
الى التفاصيل
هل يمكن لانقطاع اسبوعا واحد عن وسائل التواصل الاجتماعي أن يُحدث فرقًا حقيقيًا في الصحة النفسية؟ دراسة علمية جديدة تجيب بنعم وتفتح الباب أمام نقاش واسع حول أثر الاستخدام المكثف للتطبيقات الرقمية على مزاج الشباب ونومهم.
الدراسة، التي نُشرت في مجلة JAMA Network Open، تابعت 373 شابًا وشابة تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عامًا، طُلب منهم استخدام تطبيقات التواصل الاجتماعي الشهيرة — مثل فيسبوك، إنستغرام، سناب شات، تيك توك، وإكس — لمدة أسبوعين، مع رصد دقيق لوقت الشاشة والحالة النفسية.
بعد انتهاء المرحلة الأولى، خضع نحو 80% من المشاركين لانقطاع تام عن وسائل التواصل الاجتماعي لمدة أسبوع واحد، فيما اختار الباقون الاستمرار كالمعتاد. النتيجة؟
واحد من كل أربعة أبلغ عن تراجع ملحوظ في أعراض الاكتئاب
16% سجلوا انخفاضًا في مستويات القلق
15% لاحظوا تحسنًا في اضطرابات النوم والأرق
وأظهرت النتائج أن التأثير الإيجابي كان أوضح لدى المشاركين الذين كانوا يعانون مسبقًا من مستويات متوسطة أو مرتفعة من الاكتئاب والقلق.
الباحث جوزيب ماريا سولفيس، من الجامعة المفتوحة في كاتالونيا،حذّر من أن الاستخدام المفرط والمطوّل يمكن أن يتداخل مع أنماط الحياة الصحية، مثل النوم والرياضة، ويزيد التعرض لتأثيرات اجتماعية سلبية قد تقود إلى الاكتئاب أو الإدمان الرقمي.
اللافت أن المشاركين لم يتخلوا عن هواتفهم كليًا، إذ بلغ متوسط وقت الشاشة خلال أسبوع الانقطاع نحو 30 دقيقة يوميًا، مقارنة بحوالي ساعتين قبل التجربة. كما أظهر الشباب صعوبة أكبر في الابتعاد عن إنستغرام وسناب شات، مقابل تراجع ملحوظ في استخدام فيسبوك وإكس وتيك توك.
نتائج تحتاج إلى حذر
ورغم الاهتمام الذي أثارته الدراسة، يرى مختصون إجراء دراسات أوسع تشمل فئات عمرية واجتماعية أكثر تنوعًا، وتبحث في المدة المثلى للانقطاع، وتأثير تقليل استخدام السوشيال ميديا على سلوكيات أخرى مثل الخمول البدني وتراجع التفاعل الاجتماعي المباشر.