الرئيس الكولومبي يتحدى ترامب : حصارك لا يخيفنا لأن كولومبيا قلب العالم. *
ترجمة لينا الحسيني الحديدة اكسبرس
1 فبراير 2025
ترامب،
أنا لا أحب السّفر إلى الولايات المتحدة، لأنّها بلادٌ مملّة نوعًا ما، لكنّني أعترف بأنّ فيها ما يستحق عناء السّفر. أحب أحياء السود في واشنطن.. أحب والت ويتمان وبول سايمون ونعوم تشومسكي وميلر...
أعترف بأنّ القائدين العمالييّن ساكو وفانزيتي، اللّذين يجري في عروقي دمهما، هما تاريخ الولايات المتحدة الذي استلهم منه. وقد أعدمهم الفاشيون في الولايات المتحدة بالكرسي الكهربائي.
إذا كنت تعرف شخصًا عنيدًا، فأنا هو ذلك الشخص، نقطة. يمكنك، بقوّتك الاقتصاديّة وجبروتك، أن تحاول القيام بانقلابٍ ضدّي، كما فعلتم مع أليندي. لكنّني سأموت على مبدأي، وكما تحمّلت التعذيب سابقًا سأتحمله مجدّدًا.
لا أريد بجوار كولومبيا من يستعبدنا، فقد كان لدينا الكثير منهم وتحرّرنا، أريد أن يجاور كولومبيا عشاق الحرية، إذا كنت لا تستطيع أن تكون واحدا منهم فسأتوجه إلى أماكن أخرى، كولومبيا هي قلب العالم وأنت لم تفهم ذلك، إنّها أرض الفراشات الصفراء، جمال ريميديوس، لكنها أيضًا أرض العقيد أوريليانو بوينديا، وأنا أنتمي إلى هؤلاء، وربما أكون الأخير.
قد تقتلني، لكنّي سأعيش في وجدان شعبي الذي كان قبل أن تكون أنت وشعبك في الأمريكتين. نحن شعوب الرياح والجبال وبحر الكاريبي والحرية.
تكره حريّتنا؟ حسنًا، وأنا لا أمدّ يدي لعبيدٍ بيض! أمدّ يدي للبيض الأحرار، ورثة لينكولن وللشباب الفلاحين السّود والبيض في الولايات المتحدة، الذين بكيت وصلّيت عند قبورهم.. هؤلاء هم الولايات المتحدة ولا أنحني إلا أمامهم.
دماؤنا تأتي من خلافة قرطبة التي كانت رمزًا للحضارة، ومن الحضارة الرومانية المتوسطية التي أسّست الجمهورية والديمقراطية في أثينا، تجري في عروقنا دماء السود المقاومين الذين حوّلتموهم إلى عبيد.
صاغت بلادي الذهب والفضة في عهد الفراعنة المصريين، وكانت أرض أول فناني العالم الذين رسموا على أحجار تشيريبيكيتي، لذلك، لن تسيطر علينا أبدًا. سيقاومك ذاك الذي حرّر أرضنا مناديًا بالحرية، واسمه بوليڤار.
شعوبنا خائفة قليلاً وخجولة، ساذجة ولطيفة، محبّة، لكنّها ستعرف كيف تستعيد قناة پنما، التي أخذتموها منّا بالقوة. مائتا بطلٍ من جميع أنحاء أميركا اللاتينية يرقدون في بوكاس ديل تورو، پنما الحالية، كولومبيا سابقًا، الذين قتلتموهم.
سيبقى علمي مرفوعًا حتى لو بقيت وحيدًا، كما قال "غايتان". سيظلّ مرفوعًا بالكرامة اللاتينية التي هي كرامة أميركا، التي لم يعرفها جدك، ولكن جدي عرفها، أيّها الرئيس المهاجر في الولايات المتحدة!
حصارك لا يخيفني؛ لأن كولومبيا بالإضافة إلى أنها بلد الجمال، هي قلب العالم.
وستفتح كولومبيا من الآن فصاعدًا، أبوابها للعالم بأكمله، نحن بناة الحرية والحياة والإنسانيّة.
أخبروني أنك فرضت رسومًا جمركية على منتجاتنا بنسبة 50%، وأنا سأتخذ الإجراء نفسه. ليزرع شعبنا الذرة في موطنها حيث اكتُشفت في كولومبيا، وليُطعم العالم...
الرئيس الكولومبي غوستاڤو بيترو
#GustavoPetro
*العنوان بتصرف