#تويتر يساهم في قمع انتفاضة الفلاحين في #الهند
#الحديدةنيوزاكسبرس #عبده_بغيل تستعرض منشورا يرتقي أن يكون مقالا للكاتب المبدع #سلام_موسى_جعفر
عن ازدواجية المعايير في مواقع التواصل الإجتماعي والفعل" المشين " الذي قام به #تويتر بالمساهمة بقمع بانتفاضة الفلاحين الهنود بإغلاق حساباتهم يوم الاثنين الأول من شهر فبراير الحالي..إلى التفاصيل
تويتر تساهم في قمع انتفاضة الفلاحين في الهند!
سلام موسى جعفر
ازدواجية المعايير في سياسة مواقع التواصل الاجتماعي... بين انتفاضة الفلاحين في الهند وثورة الناتو في روسيا!
لم يعد خافياً على أحد موقع الهند حالياً في النظام الدولي بعد انهيار الاتحاد السوفيتي. باختصار ابتعدت الهند عن سياسة التضامن مع الشعوب المقهورة وازداد اقتراب سياساتها ومواقفها من السياسة الأمريكية ومن الكيان الصهيوني. ولهذا السبب لم تعد قضايا الحريات والعنصرية وحقوق الانسان في الهند تشغل اهتمامات وسائل الإعلام الغربي، مهما بلغ حجم الخروقات فيها. حقوق الأنسان هي من القضايا المُسيسة التي تكشف عن حجم النفاق في سياسة البلدان الغربية وازدواجية معاييرها.
لستُ هنا في وارد التوسع في تناول قضية حقوق الانسان، باعتبارها واحدة من أدوات الغرب للضغط السياسي والإعلامي والمخابراتي، بل الفت الانتباه الى الدور الذي تقوم به وسائل التواصل الاجتماعي في التغطية على خروقات الحكومات لحقوق الانسان، المَرْضي عنها أمريكياً، بل ودعم هذه الحكومات.
استغلت وسائل التواصل الاجتماعي قضية غلق حسابات الرئيس الأمريكي السابق ترامب وعدد من مؤيدي المنظمات العنصرية الداعمين له، لكي تُعطي لنفسها دور المعارض لما أسمته "التحريض على الديمقراطية" وتناست "تويتر" على سبيل المثال أنها كانت المنصة الرئيسية لعرض أفكار هذا الرئيس وأفكار تلك المنظمات لسنوات طويلة.
ولكني هنا أريد أن الفت الانتباه الى اجراء قامت به تويتر، ودون أن تُعلن عنه، تزامن مع إعلانها بغلق حساب ترامب، تضمن غلق عدد من الحسابات في الهند تلبية لطلب من الحكومة الهندية.
واليكم القصة:
قبل حوالي أكثر من شهرين اعترض الفلاحون الهنود على قانون سنته الحكومة الهندية ألغى عملياً القوانين السابقة التي كانت تحمي الفلاح الهندي من خطر الإفلاس من خلال سياسة التسعير التي تمنع المضاربة في أسواق المنتجات الزراعية.
وجدت الحكومة الهندية أن سياسة القمع التي انتهجتها لمواجهة الانتفاضة الفلاحية لم تُؤد الغرض المطلوب منها. ورأت في حسابات عدد من الناشطين الهنود مصادر تحريض خطرة. ولهذا طلبت الحكومة من تويتر غلقها، وقد تم لها ما أرادت بكل هدوء.
ولما لم تنفع كل هذه الإجراءات طلبت الحكومة الهندية من تويتر مُجدداً بغلق قائمة أخرى ب 250 حساب شملت قيادات المزارعين، ونشطاء، ومجلة مرموقة. وبالفعل قامت تويتر بدون اعلان بإغلاق تلك الحسابات يوم الاثنين الأول من شباط الحالي. ولأكثر من سبب انكشف الى العلن دور تويتر كأداة من أدوات مواجهة انتفاضة الفلاحين في الهند. وهذا ما دفع تويتر الى إعادة عدد من الحسابات يوم أمس الأربعاء.
أخبار صحف اليوم تتحدث عن غضب الحكومة الهندية من اجراء تويتر بإعادة بعض الحسابات والذي وصل الى درجة التهديد. وأن تويتر على تواصل مع الحكومة الهندية لتسوية القضية.
بالمقارنة فان توتير يمتنع قطعياً عن غلق حسابات المعارضين بناء على طلبات حكومات غير مرضي عنها أمريكياً. ويعتبر مُجرد التقدم بمثل هذه الطلبات من الجرائم الكبرى بحق الإنسانية!