الشريط الإخباري

أمريكا بلا صوت؟

"أمريكا بلا صوت؟"

الحديدة اكسبرس | تقارير 

18 مارس 2025

أمريكا بلا صوت؟"

تفاجأ مستمعو إذاعة "صوت أمريكا" (Voice of America) يوم السبت 15 مارس/آذار بتوقف بث التقارير الإخبارية وتحولها إلى بث الموسيقى، ليكتشفوا أن إدارة الرئيس دونالد ترامب قد جمدت عمل الصحافيين العاملين في الإذاعة وغيرها من وسائل الإعلام الممولة من حكومة واشنطن، مما أدى إلى وقف عملها. ومن الجدير بالذكر أن الإذاعة كانت تعد، حتى يوم السبت، من وسائل الإعلام الأساسية في مواجهة الإعلام الروسي والصيني.

تلقى يوم السبت 15 مارس مئات من مراسلي وموظفي إذاعات "صوت أمريكا" و"آسيا الحرة" و"أوروبا الحرة" وغيرها من وسائل الإعلام الرسمية، رسالة إلكترونية تفيد بمنعهم من دخول مكاتبهم وإلزامهم بتسليم بطاقات اعتمادهم الصحافية وهواتف العمل وغيرها من المعدات. ليكتشفوا فيما بعد أن الرئيس دونالد ترامب، الذي كان قد أوقف في وقت سابق عمل الوكالة الأمريكية للتنمية ووزارة التعليم، قد أصدر يوم الجمعة أمرا تنفيذيا يدرج الوكالة الأمريكية للإعلام العالمي ضمن "عناصر البيروقراطية الفدرالية التي قرر الرئيس أنها غير ضرورية".


من جانبه، علل البيت الأبيض قرار ترامب بالقول إن هذه الإجراءات تهدف إلى "عدم اضطرار دافعي الضرائب لدفع أموال من أجل الدعاية المتطرفة".


وفي تعليق له على هذه الخطوة، قال مايكل إبراهاموفيتش، مدير إذاعة "صوت أمريكا"، في منشور له على منصة "فيسبوك"  إنه تم وضعه في إجازة إدارية، مع "تقريبا جميع الموظفين" البالغ عددهم 1300 موظف. 




قرار صائب أم "هدية عظيمة لأعداء أميركا"؟

وبين مؤيد ومعارض، تسارعت ردود الفعل، ومنها رسالة إلكترونية بعثتها كاري ليك، المذيعة السابقة والمؤيدة لترامب التي عُينت مستشارة للوكالة الأمريكية للإعلام العالمي، إلى وسائل الإعلام التي تشرف عليها، تقول فيها إن أموال المنح الفدرالية "لم تعد تحقق أولويات الوكالة".


أما هاريسون فيلدز، المسؤول الإعلامي في البيت الأبيض، فقد كتب على منصة "إكس" كلمة "وداعا" بعشرين لغة، في سخرية لاذعة من تغطية إذاعة "صوت أمريكا" بلغات متعددة.


من جانبه، وصف رئيس إذاعة أوروبا الحرة/راديو ليبرتي (Radio Free Europe/Radio Liberty)، التي كان بثها موجها للاتحاد السوفياتي خلال الحرب الباردة، إلغاء التمويل بأنه "هدية عظيمة لأعداء أميركا".



كما قال ستيفن كابوس في بيان إن "آيات الله الإيرانيين والقادة الشيوعيين الصينيين والمستبدين في موسكو ومينسك سيحتفلون بزوال إذاعة أوروبا الحرة/راديو ليبرتي بعد 75 عاما".


استقلاليتها لم ترقَ لترامب

هيئة الإذاعة الأمريكية هي مؤسسة إعلامية دولية تعمل بأكثر من 40 لغة عبر الإنترنت وعلى الراديو والتلفزيون، وتخضع لإشراف الوكالة الأميركية للإعلام العالمي، التي تقوم أيضا بتمويل كل من "راديو أوروبا الحرة/راديو ليبرتي" و"راديو آسيا الحرة".


وتجدر الإشارة، على سبيل المثال، إلى أن إذاعة "آسيا الحرة" (Radio Free Asia) التي تأسست عام 1996، تعتبر مهمتها بث تقارير غير خاضعة للرقابة إلى البلدان التي تفتقر إلى وسائل إعلام حرة مثل الصين وبورما وكوريا الشمالية وفيتنام.


وتتمتع وسائل الإعلام الحكومية بجدار حماية يضمن استقلاليتها، رغم أن تمويلها يأتي من الحكومة الأميركية. إلا أن هذه الاستقلالية لم ترقَ لترامب، الذي اعتبر خلال ولايته الأولى أن وسائل الإعلام الحكومية يجب أن تروج لسياساته.


إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال