جريمة بحق التاريخ.. آثار يمنية نادرة تُعرض للبيع في مزاد دولي
عبده بغيل | الحديدة اكسبرس
15 مارس 2025
![]() |
جريمة بحق التاريخ.. آثار يمنية نادرة تُعرض للبيع في مزاد دولي |
تاريخ عريق وحضارة ضاربة في القدم، ذلك هو إرث اليمن الذي يتعرض اليوم لعمليات نهب وسرقة ممنهجة. ففي أحدث فصول هذه المأساة، يتم عرض قطع أثرية يمنية نادرة للبيع في مزاد علني دولي، مما يثير غضب واستنكار اليمنيين والمجتمع الدولي.
تفاصيل المزاد:
كشفت الهيئة العامة للآثار والمتاحف في صنعاء عن عرض قطع أثرية يمنية منهوبة للبيع في مزاد علني عبر أحد المواقع الإلكترونية المتخصصة ببيع التحف الفنية والمجوهرات خلال مارس الجاري، في استمرار لعمليات تهريب وبيع التراث اليمني في الأسواق العالمية.
أوضحت الهيئة في منشور لها أن فريقها المكلف بمتابعة القطع الأثرية اليمنية المهربة، تمكن من رصد مجموعة من الآثار معروضة للبيع في مزاد (liveauctioneers)، والذي سيتم خلال الشهر الحالي، مشيرةً إلى أن ذلك يمثل انتهاكًا صارخًا للتراث الثقافي اليمني.
عمليات النهب والتهريب:
تأتي هذه الحادثة ضمن سلسلة طويلة من عمليات نهب وتهريب الآثار اليمنية، التي تفاقمت خلال سنوات الحرب، حيث شهدت اليمن عمليات سرقة منظمة لقطع أثرية نادرة من المتاحف والمواقع الأثرية، تم تهريبها إلى الأسواق العالمية وبيعها لصالح شبكات تهريب دولية عبر نافذين.
رغم الجهود التي تبذلها حكومة صنعاء لاستعادة الآثار المنهوبة، إلا أن المنظمات الدولية لم تتخذ حتى الآن إجراءات كافية للحد من هذه الظاهرة، حيث لا تزال الأسواق الغربية، خصوصًا الولايات المتحدة وأوروبا، تشهد عمليات بيع متكررة للقطع الأثرية اليمنية، في ظل ضعف الرقابة وغياب المساءلة القانونية للمزادات التي تعرض القطع المسروقة.
تقارير دولية:
كشف تقرير دولي صادر عن مركز "مالكوم كير- كارنيغي للشرق الأوسط" (مقره بيروت)، عن تهريب أكثر من 3000 قطعة أثرية يمنية إلى الخارج، منها 2000 قطعة أثرية في أمريكا، موضحًا أن تهريب الآثار تضاعف بوتيرة عالية خلال سنوات الحرب الأخيرة التي شهدتها اليمن.
حسب "مالكوم كير- كارنيغي"، فإن وتيرة بيع وتهريب الآثار زادت خلال الحرب في اليمن، مضيفًا: "توجد أكثر من ألفي قطعة مهربة في الولايات المتحدة، تصل قيمتها 12 مليون دولار، فيما تضم متاحف عالمية ما يزيد عن ألف قطعة أثرية يمنية مُهربة".
أبرز المزادات العالمية:
أصدر مركز الهدهد للدراسات الأثرية تقريرًا سابقًا "2022"حصر وتوثيق (4265) قطعة أثرية مهربة، تم عرضها في المزادات الإلكترونية في (6) دول: هي أمريكا (5 مزادات) تليها بريطانيا (4 مزادات) ثم فرنسا (3 مزادات) والكيان الصهيوني (مزادان) وألمانيا وهولندا.
في حين تفاوت أعداد القطع الأثرية بحسب الدول، حيث جاءت أمريكا في المركز الأول بعدد (2167) قطعة، ثم هولندا ثانياً بعدد (972) قطعة، وثالثاً الكيان الصهيوني بعدد (501) قطعة، ورابعاً بريطانيا بعدد (421) قطعة، ثم فرنسا التي جاءت خامساً بعدد (135) قطعة، و ألمانيا بعدد (69) قطعة في المركز السادس.
تنوعت مادة صُنع القِطَع الأثرية اليمنية المعروضة في المزادات الإلكترونية، فظهرت منها الحَجَريَّة بعدد (1155) قطعة، والمعدنية بعدد (1704) قِطَع و(5) قطع خشبية وعدد (4) قطع قماشية وقطعة واحدة زجاجية، بينما كان للمخطوطات النصيب الأوفر، حيث بلغ عددها (1369) مخطوطة.
فيما بلغت عدد القطع التي تم التأكد من بيعها وهي (2523) قطعة بمبلغ تقديري يصل إلى حوالي (12,257,854) دولاراً قيمة القطع المباعة، أي ما يعادل (6,864,398,604) ريال يمني.