زيلينسكي "يطرد" من البيت الأبيض
الحديدة اكسبرس | تقارير
1 مارس 2025
![]() |
زيلينسكي "يطرد" من البيت الأبيض
في اجتماع شهد توتراً غير مسبوق في البيت الأبيض، غادر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي المقر الرئاسي الأمريكي بعد مشادة كلامية حادة مع الرئيس دونالد ترامب ونائبه جيمس فانس. وقد أُلغي مؤتمر صحفي كان مقرراً بين الرئيسين، ولم يتم توقيع اتفاق المعادن النادرة الذي كانت الولايات المتحدة قد اقترحته.
وحسب عاجل الواشنطن بوست: زيلنسكي رفض الاعتذار لترمب خلال ظهوره على فوكس نيوز فيما قال السيناتور الديمقراطي آدم شيف: زيلنسكي وقف في وجه المتنمرين خلال عملية ابتزاز تشبه ما يفعله الكرملين
تفاصيل المشادة:
اتهم ترامب زيلينسكي بـ "المقامرة بإشعال حرب عالمية ثالثة"، معتبراً أن تصرفاته "تظهر عدم احترام" للولايات المتحدة.
رد زيلينسكي مؤكداً "كل الاحترام" للولايات المتحدة.
تصاعدت حدة النقاش، وقال ترامب لزيلينسكي: "لولا أننا أعطيناكم مُعدّات عسكرية لكانت هذه الحرب انتهت في غضون أسبوعين اثنين"، ورد زيلينسكي قائلاً بل "في ثلاثة أيام لقد سمعتُها من بوتين" ليردّ عليه ترامب قائلا: "على هذا النحو سيكون إنجاز عمل أمراً في غاية الصعوبة".
طلب نائب الرئيس الأمريكي من زيلينسكي أن "يقول كلمة شكر للولايات المتحدة وللرئيس الذي يحاول أن ينقذ بلادكم".
بعد المشادة، غادر زيلينسكي البيت الأبيض، وكتب ترامب على منصته "تروث سوشال": "بإمكانه العودة لاحقاً عندما يكون مستعداً للسلام".
وفقًا لشبكة "سي بي إس" الأمريكية، غادر الوفد الأوكراني المكتب البيضاوي بعد المشادة الكلامية إلى "غرفة منفصلة". وهناك، طلب منهم مستشار الأمن القومي مايك والتز، ووزير الخارجية ماركو روبيو، مغادرة البيت الأبيض.
ردود الفعل الدولية:
أعرب قادة أوروبيون عن دعمهم لأوكرانيا، حيث قال رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك لزيلينسكي: "لستم وحدكم".
أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على أن "روسيا هي المعتدية، والشعب الأوكراني هو الذي يتعرض للهجوم".
ونشر وزير خارجية أوكرانيا، أندري سيبيا، منشورا على موقع إكس أشاد فيه بشجاعة وقوة زيلينسكي، قائلا إن "لديه الشجاعة والقوة للدفاع عن الحق".
وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين في منشور على منصة "إكس" موجهة حديثها إلى زيلينسكي، "أنت لست وحيداً أبداً يا عزيزي الرئيس.. سنواصل العمل معك من أجل سلام عادل ودائم".
في المقابل، أشاد مسؤولون روس وهنغاريون بموقف ترامب، حيث قال نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري ميدفيديف إن زيلينسكي "تلقى أخيراً صفعة قوية في المكتب البيضاوي"، وقال رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان إن الرئيس الأمريكي "وقف بشجاعة من أجل السلام".
خلفية الزيارة:
كانت كييف تأمل في الحصول على دعم أمني أمريكي خلال الزيارة.
كان من المتوقع أن يسعى زيلينسكي إلى إعادة ضبط علاقته بواشنطن، في ظل ضغوط أمريكية لتسريع المفاوضات بشأن أوكرانيا.
وكان ترامب قد أوضح أنه يثمّن الاتفاق الخاص بالمعادن "لأننا نحتاج ما يمتلكونه. بلادنا الآن تلقى معاملة عادلة... دافع الضرائب الأمريكي يجب أن يُصان حقه .. كل ما كانوا يتحدثون عنه هو الأمن، أما أنا فقلت دعونا نُبرم صفقة أولاً".
ويبتغي ترامب عبر هذه الصفقة استغلال المعادن النادرة في أوكرانيا، وعبّر زيلينسكي عن آماله في أن يؤدي اتفاق "مبدئي" مع الولايات المتحدة إلى مزيد من الاتفاقات.
وكانت المفاوضات المؤدية إلى هذا الاتفاق قد شهدت صعوبات، حيث طالب ترامب أوكرانيا بدفع 500 مليار دولار، وهو المبلغ الذي يقول الرئيس الأمريكي إن بلاده دفعته لمساعدة أوكرانيا.
مستقبل العلاقات:
يثير هذا الحادث تساؤلات حول مستقبل العلاقات الأمريكية الأوكرانية، خاصة في ظل استمرار الحرب في أوكرانيا.
يبقى من غير الواضح ما إذا كان سيتم استئناف المفاوضات بين الجانبين، أو ما إذا كان سيتم توقيع اتفاق المعادن النادرة في المستقبل.