يوميات البحث عن الحرية ..حول جريمة العنصرية وآثارها
كتب\ عبد العزيز البغدادي خاص\الحديدة اكسبرس
16.7.2024
يوميات البحث عن الحرية ..حول جريمة العنصرية وآثارها |
عالمية الإسلام لمن يقول بها تتأسس على الدعوة إلى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن.ومفهوم الجهاد في الإسلام إذاً لابد أن يقوم على نفس الأسس، وأن يُفسح المجال أمام اجتهاد جديد يتضمن ضرورة دراسة ماعُرف بجهاد الطلب وآثاره ومبرراته في بداية ظهور الاسلام وظروفه التاريخية والموضوعية ، أما جهاد الدفع فهو حق في كل مراحل التأريخ ووفق كل الأفكار والأديان.
والحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن مسألة ليس فيها مجال لأي شكل من أشكال العنصرية التي تُجَوِّزُ أو تُوجب احتكار تولي السلطة العليا بناء على الانتماء القبلي أو الديني أو المذهبي أو المناطقي أو أي اعتبار آخر غير اعتبار كونه إنسان. الديمقراطية وحقوق الانسان بعيداً عن النفاق والمعايير المزدوجة هي الشكل المقبول اليوم لممارسة حق التداول السلمي للسلطة كأحدث وأنجح طريق لإنهاء دوامة العنف ورفض السباق غير المشروع على السلطة.
ومخالفة هذه القاعدة بناءً على تأويلات باطلة لبعض الآيات والأحاديث والروايات العصبوية في هذا الاتجاه أو ذاك يعني جواز وصف الإسلام بأنه دين عنصري وهو ما يناقض كثير من أصول الإسلام وتراثه ، وكذلك الدين المسيحي !، ومن ينافق في هذه المسألة فهو ممن يغذي أسباب استمرار الصراع.
لم يبق أي نظام عنصري في العالم بعد انتهائه في جنوب إفريقيا إلا في الكيان الصهيوني لأن أساسه الديانة اليهودية وهي الديانة الوحيدة بين الديانات الثلاث التي تقوم على ادعاء أفضلية اليهود.
التوراة تصف غير اليهود بأنهم رعاع وتجيز استعبادهم أو قتلهم بمن فيهم الأطفال والنساء.
من يدير إسرائيل وكل من يسلك سلوك عنصري من أي نوع جميعهم مجرمون ، ويقتضي الانصاف الإشارة إلى أن هناك مذاهب يهودية تعارض قيام دولة إسرائيل وتعترف بجرائمها على أرض فلسطين وأنها خطر على اليهود أنفسهم مثلما أن الفكر العنصري بكل ألوانه وأشكاله ومذاهبه خطر على أصحابه!.
ويرى البعض بأن العنصرية إذا كانت مجرد فكر وعقيدة لدى أتباعها يمكن اعتبارها وجهة نظر إذا لم يتم فرضها باستخدام السلطة والقوة ، أما حينما تتحول إلى نظام حكم مفروض بالقوة والعنف فإنها تصبح جريمة في حق الإنسانية يجب محاربتها ومقاومتها على المستوى الوطني والدولي لما تؤدي إليه من إخلال بمبدأي العدالة والمساواة والأمن والنظام العام وتأجيج الصراع ، وقيامها على اغتصاب السلطة العامة وتحويلها إلى ملكية خاصة بعنصر بشري هو المستحوذ عليها ، وهو سلوك يغذي الفتن وينمي الثارات .
وفي بعض الدول تُمنع الشعارات والأفكار التي تحرض على الطائفية والعنصرية بما يعد دعوة لسيطرة أصحاب الفكر الطائفي والعنصري على السلطة وتعتبر ذلك جريمة محققة وهو ما تسعى إلى تثبيته بعض الأنظمة منذ أحداث سبتمبر 2001 .
وإذا لم توجد سلطة عادلة تعقب أي سلطة عنصرية فإن عقوبة جريمة العنصرية قد تتجاوز العقوبة القانونية على من ارتكبها من خلال اساءة استخدام السلطة إلى الثأر العشوائي الذي يتجاوز استهداف مرتكب الجريمة أو المجموعة التي مارست العنصرية إلى استهداف الجماعة التي ينتمي إليها ، وكل انتقام أو ثأر عشوائي بالتأكيد ظلم، ولكن الغرائز كثيراً ما تتحكم بتصرفات البشر ، ولهذا تستمر دوامة العنف مصداقا للمثل الشعبي: (الحسنة تخص والسيئة تعم)!.
النظام العنصري في فلسطين المحتلة (الكيان الصهيوني) بعد قيامه بتشريد أصحاب الأرض يقوم بإصدار القوانين المبنية على مبدأ يهودية الدولة أي (دولة دينية) لليهود لأنهم حسب زعمهم محاطين بدول دينية إرهابية تهدد وجودهم!.
فهل يوجد سخرية بالدين وبالإنسان وتغذية لجريمة العنصرية أكثرمن هذا؟!.
كل هذه الممارسات وهذا النفاق يتم بدعم أعظم دولة قامت على العنصرية في العالم (الولايات المتحدة الأمريكية) التي تصف نفسها بأنها الراعي الأول لحقوق الانسان وتصف إسرائيل بأنها واحة الديمقراطية في الشرق الأوسط!.
ولا ندر كيف تجتمع العنصرية مع الديمقراطية؟!
ومن الأسئلة التي تطرح نفسها: هل العلاقات السرية بين الكيان الصهيوني وبين الجماعات التي يطلق عليها الجماعات والحركات الإسلاموية التي مارست أبشع صور جرائم الإرهاب باستخدام المفخخات والعمليات الانتحارية في الأسواق والمساجد والكنائس والأماكن العامة ، والتي نتج عنها آلاف الضحايا الأبرياء هل كانت هذه العلاقة المريبة التي تحدثت عنها تقارير مخابراتية وسياسية عديدة تهدف إلى إعطاء نموذج سيئ عن الخلط بين الدين والدولة من خلال تطبيق بعض أحكام منسوبة للدين وهي محل خلاف بين فقهاء المسلمين؟!.
إن الخلط بين الدين والسياسة في ظل الخلاف بين الفقهاء على كل مسائل المعاملات يربك الدولة ويسئ إلى الدين ، هذا من جهة ومن جهة أخرى فإن دعم الكيان الصهيوني المؤكد لهذه الجماعات مثل القاعدة وداعش وغيرها في كل من أفغانستان واليمن والعراق وباكستان ومناطق في السعودية وكل المناطق التي عانت من الإرهاب أو التي استُهدِفَت كما حدث في الولايات المتحدة الأمريكية في 11 سبتمبر 2001 المعروفة عالمياً بأحداث سبتمبر والتي نُقلت مباشرة وكأنها مباراة لكرة القدم ما جعلها تبدوا مسرحية جرى نشرها على أوسع نطاق بصورة توحي بأن النشر جزء من العملية الإرهابية!.
جمرُ المحبة لا يكفُّ لهيبُها * من ذاك يدري ما بها من يَخبُرُ