الرئيس الكيني يتراجع عن توقيع مشروع قانون لزيادة الضرائب إثر مقتل محتجين وحرق جزء من البرلمان
الحديده اكسبرس\ متابعات
الرئيس الكيني يتراجع عن توقيع مشروع قانون لزيادة الضرائب إثر مقتل محتجين وحرق جزء من البرلمان
قالت الشرطة الكينية إنها أطلقت أكثر من 700 طلقة فارغة في ضاحية غيثوراي، شرق العاصمة نيروبي. وانتشرت مقاطع فيديو لإطلاق النار الذي اخترق الأجواء الليلية على الإنترنت، وتناقلتها وسائل الإعلام المحلية، في أعقاب مقتل 13 متظاهرا برصاص الشرطة وجرح عشرات آخرين..
بعد فرض "حالة الطوارئ الأمنية" في العاصمة نيروبي، قال رئيس البلاد وليام روتو إنه لن يوقع قانون المالية الذي دفع بالمحتجين الغاضبين من ارتفاع كلفة المعيشة، إلى اقتحام البرلمان وحرق جزء منه. ووصف روتو الأحداث التي سقط خلالها عديد القتلى والجرحى برصاص الشرطة بالخيانة، وتعهد بسحق الاضطرابات "مهما كان الثمن".
وألقى روتو باللوم في الاحتجاجات على من وصفهم "بمجرمين منظمين"، وتعهد "برد كامل وفعال وسريع" على ما وصفه "بأعمال الخيانة"، قائلا إنه تم اختراق التجمع والمظاهرات والاعتصامات، واختطافها من قبل مجموعة من المجرمين المنظمين... ما أدى إلى حدوث خسائر في الأرواح".
وأكد روتو "أن الحكومة حشدت جميع الموارد لضمان عدم تكرار مثل هذا الوضع مرة أخرى مهما كان الثمن"، على حد تعبيره.وكان آلاف المتظاهرين وأحرقوا قسمًا من البرلمان الكيني بعيد اقتحامه يوم الثلاثاء احتجاجًا على مقترحات ضريبية. وردت الشرطة بإطلاق النار وقُتل 13 شخصا على الأقل بحسب وكالة الانباء الفرنسية نقلا عن مصادر طبية رسمية، وجرح أكثر من 100 آخرين، وفقًا لمنظمات المجتمع المدني. ولم يتضح بعد عدد الأشخاص الذين تم اعتقالهم.
وليل الأربعاء، أطلقت الشرطة الكينية أعيرة نارية فارغة لتفريق المتظاهرين في ضاحية نيروبي، وذلك بعد ساعات من اقتحام المتظاهرين البرلمان خلال مظاهرات دامية، أحرقت خلالها أجزاء من المبنى بينما فر المشرعون، في الوقت الذي تتصارع فيه البلاد مع الزيادات الضريبية المثيرة للجدل.
دعوة "لضبط النفس"
من جانبه أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن حزنه العميق، للتقارير التي أفادت بوقوع قتلى وجرحى في نيروبي.
وكتب على منصة التواصل الاجتماعي X: "أحث السلطات الكينية على ضبط النفس، وأدعو إلى أن تتم جميع المظاهرات بشكل سلمي".
وقد شهدت الاحتجاجات غير المسبوقة التي اخترقت البرلمان، احتشاد الشباب ضد ارتفاع أسعار الوقود والغذاء وغيرها من الضروريات.
ماذا يتضمن مشروع القانون؟
تشمل الضرائب الجديدة فرض ضريبة بنسبة 2.75% على الدخل لصالح الخطة الوطنية للتأمين الصحي، بالإضافة إلى زيادة الضرائب على الزيوت النباتية والوقود، مما سيزيد من تكلفة الإنتاج وينعكس على المستهلك.
أما المقترحات الخاصة بفرض ضريبة القيمة المضافة بنسبة 16% على الخبز وضريبة سنوية جديدة على السيارات، فقد تم حذفها من التشريع يوم الثلاثاء بعد اجتماع بين روتو وأعضاء الحزب الحاكم.
لكن المحتجين قالوا إن التعديلات لم تذهب بعيدًا بما فيه الكفاية، وإنهم يريدون من المشرعين رفض تشريع الميزانية تمامًا، وقال أحدهم: "لقد تم فرض ضرائب على أهالينا حتى الإفلاس، ومع ذلك لا يوجد أي تنمية تُذكر. نحن نرفض أي ضرائب إضافية وسنبقى في الشوارع مهما طال الزمن ".
وتقول شابة كينية: "بما أنني لا أكسب دخلاً بعد، فإن الضرائب الإضافية ستزيد من أسعار المواد الغذائية والمواصلات، مما يجعل الحياة لا تطاق بالنسبة لنا نحن الشباب".
وفي أعقاب أحداث يوم الثلاثاء الدامية، دعت صحيفة ديلي نيشن الكينية إلى الحوار. وقالت على صفحتها الأولى "دعونا نتحاور معًا". وقادت قناة "سيتيزن تي في"، وهي قناة محلية تبث على الهواء مباشرة، مناقشة بعنوان "أمة على حافة الهاوية"، دعا فيها المشاركون في الحلقة الحكومة إلى التواصل مع الجمهور.
المصادر الإضافية • وكالات