مُغسّلو العقول وصانعو القتلة: كيف تُحوّل المذهبيةُ الشبابَ إلى مُجرمين؟*
كتب/حسين الخرشه الحديدة اكسبرس
19.5.2024
مُغسّلو العقول وصانعو القتلة: كيف تُحوّل المذهبيةُ الشبابَ إلى مُجرمين؟* |
حين يتحكم مشايخ الجهالة والضلالة في عقول الشباب الجهلة والحمقى :
تقول الحكاية، إنه حين قبضت السلطات الأمنية المصرية على ذلك الشاب المجرم الذي حاول اغتيال الكاتب نجيب محفوظ طاعناً إياه بخنجر في عنقه لم يقتله حينها، لكنه شل حركته وتسبب له بموت بطيء، سأل المحققون المجرم لماذا أقدم على فعلته؟ فأجابهم هذا من دون تفكير: "لأن هذا الرجل كافر ويكتب كفراً". وحين سأله المحققون عما إذا كان قد قرأ شيئاً له؟ أجاب بالنفي محتجاً بدهشة بأنه لا يريد أن يقرأ كفراً. هنا كان المجرم سني.
مُغسّلو العقول وصانعو القتلة: كيف تُحوّل المذهبيةُ الشبابَ إلى مُجرمين؟* |
قبل ذلك بسنوات قليلة، وعلى مقلب آخر من المذهبية الإسلاموية المسيسة، كان السؤال المطروح يوم تمكن شبان آخرون لا يختلفون في شيء رغم "الخلافات المذهبية" عن المجرم الذي سعى لقتل محفوظ: هؤلاء الفتية المدججون بالسلاح، الذين دخلوا في 17 فبراير (شباط) 1987 بيت الكاتب اللبناني الثمانيني حسين مروة في قلب العاصمة بيروت، وقتلوه من دون أن يرف لهم جفن، هل كانوا يعرفون حقاً، من هو، هل كان أي منهم قد قرأ له حرفاً، وهل كان أحد قد أنبأهم أن الذين كلفوا بقتله هو واحد من العقول العربية الناضجة، ومن أبرز التنويريين العرب المهتمين بالفكر الإسلامي، أم أن كل ما قيل لهم يومها، هو أن حسين مروة، عدو لطائفته، خارج عن إجماعها لمجرد أنه صاحب فكر مختلف عما "تفكر" فيه؟ هنا كان القتلة شيعة..
________
*العنوان من اختيار "الحديدة اكسبرس"