في كتاب تاريخي نقدي إبداعي يصدر قريباً..الجيلاني ينتشل قصيدة النثر من غربتها ويخلصها من شجونها المعمرة.
كتب/جميل مفرح
الحديدة اكسبرس
8-9-2023
يصدر قريباً للصديق الشاعر والناقد والكاتب الموسوعي علوان الجيلاني كتاب (شجون الغريبة).. وهو الكتاب الذي لا أزعم بل أؤكد على أنه أهم ما كتب عن قصيدة النثر في الساحة الثقافية العربية عموماً..
* يتتبع الصديق علوان في هذا الكتاب الذي تتجاوز صفحاته الـ400، قصيدة النثر العربية منذ تباشيرها الأولى في خمسينيات القرن الماضي وحتى وصول تداولها في الفضاء الالكتروني وعلى منصات التواصل الاجتماعي، تتبعاً دقيقاً ومرتباً بالدراسة والتناول والتطبيق، وبسلاسة معرفية ضافية وبأساليب ناحتة ومضيفة ومبتكرة.. إضافة إلى ذلك يحفل هذا الكتاب بدفق عال من التشويق يندر ما يتوفر لدى معظم الكتاب والدارسين..
* دون إذن أو معرفة من علوان وددت أن أزف هذا الخبر للتوثيق والشهادة على أننا سنكون إزاء كتاب إبداعي معرفي، هو الأول من نوعه على مستوى المشهد الثقافي العربي، وليكون هذا المنشور شهادة على أني جزمت وأجزم بأن (شجون الغريبة) هو حتى الآن وسيكون لزمن غير قصير أهم ما ألف حول قصيدة النثر منذ ظهورها في الخمسينيات، وأنه سيغدو من أهم وأبرز المراجع عنها إن لم يكن الأهم والأبرز في ساحة الدرس النقدي والثقافي..
* وأثق ثقة مطلقة بأننا قريباً ما سنفاخر كيمنيين ونعتز بهذا الكتاب الهام والمتابع لقصيدة النثر العربية، وبيمنية مؤلفه المبدع وكونه واحداً من الأصدقاء الذين تشاركنا وإياهم أعمار الكتابة والإبداع إنتاجاً وتلقياً وبحثاً وابتكاراً..
* الكتاب تناول تاريخ هذا الشكل الإبداعي منذ الظهور وحتى بدايات التداول وتوقف عند ميزاته وأشكاله على المستوى العام والمستوى القطري في كل مشهد عربي حفل به وأنتج كُتاباً مميزين وبارعين فيه، مستحضراً العشرات من النماذج والشواهد والتجارب الشعرية التي حظيت بالتناوب والدراسة في هذا الكتاب..
* مشروع نقدي مهم للغاية اشتغل عليه الصديق الجيلاني لقرابة خمسة عشر عاماً، ليخرج بمنجز أثق مطلق الثقة في أنه الأهم والأبرز والأكثر دقةً وتقصياً فيما أنجز حتى الآن في الساحة الثقافية العربية عن قصيدة النثر..
* إلى جانب ذلك انتهى الجيلاني بالتوازي مع هذا المنجز من إعداد كتابين آخرين لا يقلان أهمية عن شجون الغريبة الأول (موجة خارج البحر) ويتتبع تاريخ الصوفية والتصوف في اليمن على امتدد قرون طويلة من الزمن، والآخر (بدل فاقد) وهو دراسات نقدية في نتاج عدد من التجارب الأدبية والإبداعية يمنياً وعربياً، إلى جانب قراءات في كتب ومؤلفات لكتاب ومبدعين يمنيين وعرب.. وكان مؤخراً قد أصدر عملين روائيين مهمين وفارقين هما (معلامة) و (أورفيوس المنسي).. بالإضافة إلى مجموعة من الأعمال الشعرية التي تشكل إضافات نوعية ومهمة في الكتابة الشعرية الحديثة في المشهد اليمني.
* في الأخير لا أعلم هل أهنئ بهذا المنجز القيم الصديق الحبيب علوان مهدي أم أهنئ نفسي وأصدقائي وزملائي من الكتاب والشعراء والأدباء الذين جايلنا وصادقنا الجيلاني وتشاركنا وإياه خطوات البدايات والتقدم والإضافات، أم أهنئ المشهد الثقافي والأدبي اليمني في إطاره الجغرافي المحدود، أم أهنئ المشهد الإبداعي العربي، أم أهنئ قصيدة النثر، التي ظلت مغبونة طوال عقود من الزمن لم تجد من ينصفها بالتتبع الحقيقي، وبكونها وجدت أخيراً من يعرف بها معرفة ضافية وحقيقية، تستطيع أن تنتشلها من غربتها الطويلة وتخلصها من شجونها المعمرة.