خبر وتحليل-توفيق الحميري

خبر وتحليل-توفيق الحميري

بقلم توفيق الحميري

خاص-الحديدة اكسبرس 

15-8-2023

الخبر هو :- (( الخارجيه الامريكيه تقول انها سترسل مبعوثها الى مسؤلين سعوديين واماراتيين وعمانيين لمناقشة وقف دائم لاطلاق النار وتخفيف الازمه الاقتصاديه ومعاناة اليمنيين )) 

*القراءة والتحليل السياسي لهذا الاعلان من الخارجية الامريكية تقول ان هناك تفسير واحد فقط ..*

اولا . في التصريحات السياسية الخارجية نقوم باستخدام كلمة ( مناقشة ، ناقشنا ، بحثنا ،للتباحث ) عندما نريد اثارة عنوان الموضوع دون النظر للوصول الى نتيجة او اتفاق والى ماذا قررنا .. ولا يعني ان النقاش سينتج عنه بالضرورة اقتناع او اقناع او حتى مخرجات بل غالبا ما يعني ان القرار المتخذ والموقف المتخذ حيال الموضوع المناقش قد تم اتخاذه واعلن مسبقا او محسوم باعتباره توجه ثابت مثلا وغالب الاحيان يتم مناقشة عنوان وهو هدف واجب التحقيق لدى احد المناقشين ..  

ثانيا .. تدخل كلمة مناقشة اطار الجدية واحتماليات التفسيرين عندما تكون النقاشات بين طرفي الحرب او طرفي المشكلة او الطرفين المعنيين بالنقاش .. ولكن عندما تكون المناقشة بين طرف وحليفه او اطراف متحالفة فلا يوجد اي اعتبار لتوقعات موافقة او رفض ولا يعني انه يحمل شكلين متناقضين او مختلفين كما هي نقاشات امريكا وادواتها ..

ثالثا .. عندما تكون المناقشة بين طرف وآخر وسيط او محايد فهذا يعني التمهيد لفرض ما تم اتخاذه من قرار مسبقا والمناقشة ستتركز في اطار النتائج المتوقعة عند التنفيذ وفي حال عدم التنفيذ .وغالبا تستخدم لتوجيه رسائل الترغيب والترهيب والتهديدات والتحذيرات بصورة غير معلنة وغير مباشرة.

 وبالتالي الواضح امامنا هو 

ان قرار "وقف دائم لاطلاق النار" مرفوض امريكيا اذا كان بالشكل والمفهوم الذي يريده ويقصده اليمنيين ،، وفي نفس الوقت هو مرغوب امريكيا ايضا ولكن مع اشتراط استمرار الاحتلال وانتهاك السيادة ونهب الثروة السيادية يعني يمارسوا مابدالهم في اراضينا المحتلة وبقبول من جانب اليمنيين وهو ما يعرف "استسلام"  .. لان الامريكان دائما لا يذكرون مصطلح الاستسلام صراحة بل يستيعروا له مسميات اخرى لها معاني مختلفة مثل (( الاستجابة للسلام .. وقف دائم لاطلاق النار .. الخ ))

اي ان الامريكان سيقوموا بمناقشة كيفية تنفيذ وتمرير حدوث وقف دائم لاطلاق النار من جانب اليمنيين ضد الغازي والمحتل بصريح العبارة هم سيناقشوا موضوع ((كيف يجعلونا نستسلم )).. 

وكذلك ينطبق الامر على عناوين تخفيف الازمة والمعاناة لان تخفيف الازمة بحسب سياسة الامريكان تعني تبديد استراتيجي للثروة اليمنية من خلال الموافقة على ابرام عقود تجيز لهم النهب مقابل الفتات وهذا الفتات يتاح لادواتها فقط.. 

اما دليل ذلك بالاضافة الى الادلة الثابتة من ايات كتاب الله الكريم هناك ادلة سياسية يتم الحصول عليها من خلال نتيجة ما يقاس من *ممارسات واجراءات ميدانية* وبحسب المؤشرات المتعارف عليها دوليا للتهدئة او التصعيد والتي من اهمها المؤشرات التالية:-

.

*اهم مؤشرات التهدئة العسكرية او التوجه للتخفيف من الاحتراب* .. (وهذه المعايير تقاس على اي حرب في العالم)..

.

- القيام بسحب قوات او اسلحة ومعدات

- تقليص القوة وايقاف التحشيد .. 

- اعلان انتهاء عملية عسكرية او عمليات عسكرية جزئية من اطار الحرب اما بالفشل او بالنجاح او نسبيا

- اعادة منهوبات عامة او خاصة او البدء بازالة الالغام 

- اتخاذ اجراءات تحد من اتساع الخلافات المسببة للحرب 

- الاعلان عن تحقيقات في تجاوزات حدثت اثناء الحرب

- التعهد بتعويضات لفئة متضررة محدودة ومحايدة او عامة بحسب شمول الضرر .

- اطلاق "وليس تبادل" اسرى ومعتقلين

 - التحدث عن تصورات مابعد الاحتراب

- تعديل الموقف والتمثيل الدبلوماسي 

- تهذيب الخطاب الاعلامي

وغيرها من المؤشرات

....

.

*اهم مؤشرات التصعيد والتوجه لعدم التهدئة* 

- استحداثات وتموضعات عسكرية حديثة 

- ارسال قوات جديدة او اضافية 

- شراء الاسلحة او ازاحة الستار عن اسلحة جديدة 

- كثافة النشاط الاستخباراتي والاستطلاعي

- تنفيذ مناورات قريبة من المنطقة منفردة ومشتركة 

- تجديد او ابرام التحالفات والاتفاقيات العسكرية 

- اتخاذ اجراءات تعزز جوهر الخلافات المتسببة في الحرب

- والعديد من المؤشرات الاخرى

..

ومن خلال ما سبق وعند مطابقة الممارسات الامريكية ودول رباعية العدوان على المؤشرات العسكرية اعلاه سنجدها جميعها لا تتفق مع التهدئة العسكرية وعلى العكس تماما كلها مؤشرات تصعيد وحرب ..

..

واما المؤشرات الاقتصادية لرفع معاناة اليمنيين ..فان مجرد تسمية ووصف حربهم وحصارهم للشعب اليمني بالازمة الاقتصادية يعتبر مؤشر بالقيام بالمغالطة والدجل المعروف من الامريكان  

كما ان سفراء كل من امريكا وبريطانيا وفرنسا قد اعلنوا صراحة رفضهم وعرقلتهم لاي خطوات تتجه لتمكين حكومة الانقاذ في صنعاء من القيام بصرف مرتبات الموظفين..

لا يوجد اي قرارات او سلوكيات تخفف من استمرار الحصار على الموانئ والمطارات ...

باختصار لا يوجد اي مؤشر اقتصادي ايجابي تم اتخاذه من قبل امريكا تجاه الازالة او التخفيف من معاناة اليمنيين ..

 

#توفيق_الحميري