غيفارا إفريقيا، الحلم الذي يتجدّد
بقلم لينا الحسيني
«أحيّيكم من بلادٍ تبلغ مساحتها 274 ألف كيلومتر مربع، حيث رفض سبعة ملايين فتى وفتاة، وامرأة ورجل، الموت من الجوع والعطش والجهل».
إنّه البطل الإفريقي والمناضل الماركسي توماس سانكارا، الذي تولّى رئاسة بوركينا فاسو (ڤولتا العليا) إثر انقلاب، وقاد ثورةً استثنائية في القارة الإفريقيّة.
دام حكمه خمس سنوات (1983-1987) تمكن خلالها من محاربة الفساد وحماية بلاده من الاستغلال الخارجي والحدّ من سطوة صندوق الدولي، ورفض سداد ديون بلاده الخارجية.
استبدل في 4 آب 1984، اسم بلاده من ڤولتا العليا الى ”بوركينا فاسو“ أو بلاد الرجال الشرفاء أو المستقيمين.
عزّز الزراعة الوطنية، وأمر السياسيين بارتداء ملابس صناعة وطنية، كما اهتمّ بقطاعي الصّحة والتّعليم وعمل على محو الأميّة.
تبوأت المرأة في عهده مناصب سياسيّة عديدة، كما سنّ قوانين تقدميّة تمنع تزويج القاصرات والختان.
حاول هذا البطل الإفريقي، الذي قتلته الخيانة، إنقاذ شعبه من البؤس فاختار الوحدة الأفريقية باعتبارها الحل الوحيد الممكن، ودافع عن مشروع اشتراكي بهويّةٍ خاصة.
قرّرت فرنسا الناهبة، التخلّص من سانكارا الذي شكّل عائقًا في وجه مخططها النيوليبرالي في إفريقيا. «الإمبريالية ترتجف لأنّنا هنا، في واغادوغو، سنقوم بدفنها. الوطن أو الموت، سوف ننتصر!».
استغلّت فرنسا نقمة زعماء القبائل، بسبب إصلاحاته الثّوريّة التي حدّت من امتيازاتهم، وبالتواطؤ مع صديقه، تمّ الإنقلاب عليه واغتياله عام 1987 عن عمرٍ ناهز 38 عامًا.
لينا الحسيني
#Thomas_Sankara
#لينا_الحسيني #الخديدة_اكسبرس
#عبده_بغيل