المزارع التهامي والعدوان الثلاثي!!
عبده العبدلي
أن استمرار مصانع الألبان في رفض استقبال كافة الكميات من الحليب البقري المنتج محليا من قبل الأسر المنتجة للحليب بمحافظة الحديدة وإتلاف كميات كبيرة منه يوميا يتسبب في تكبيد تلك الأسر خسائر مالية كبيرة فهل يعود سببه إلى ضعف القوة الشرائية لدى هذه المصانع ؟ أم ان هناك أشياء أخرى تخفي نفسها لا يعلمها إلا الله والراسخون في الفساد والعجز والفشل ؟ وهل سيظل المزارع التهامي ضحية عدوان أصحاب المصانع الثلاثة وعجز الدولة والحكومة وفشلها في تنفيذ قراراتها وعدم قدرتها على إلزام المصانع بشراء الحليب من الأسر المنتجة؟ وهل ما نسمعه من كلام حول تحقيق الاكتفاء الذاتي مجرد هرطقات إعلامية وجعجة بدون طحين؟ وأين دور السلطة المحلية في هذا الأمر اذا كانت وزارة الزراعة ومؤسسة الحبوب مشغولة بإقامة ولائم وعزومات بملايين الريالات من أموال الوطن والمواطن والمزارع الذي لم يجد الدولة والحكومة معه بل ضده؟
يبدو أن مانسمعه عن السعي لتحقيق الاكتفاء الذاتي لا يعدو عن كونه استعراض عضلات لمسئولي الدولة والحكومة أمام وسائل الإعلام وان المزارع أبعد مايكون عن اهتماماتهم وان أصحاب مصانع الالبان وغيرهم هوامير يتحكمون في كل شيء وربما أن هناك اشياء خفية وراء الكواليس .
من سينصف المزارع التهامي المسكين الذي صدق ان الدولة والحكومة ستدعمه وتقف معه ؟ ومن سيتحمل تعويضات خسائر المزارعين والأسر المنتجة للحليب التي تقدر بالملايين بسبب رفض المصانع بالحديدة استقبال الكميات التي ينتجها؟ وهل فعلا هناك توجه حقيقي للاكتفاء الذاتي ام أنه مجرد استهلاك اعلامي وكذب على الناس؟ وما الذي قدمته هذه المصانع لتهامة وسكانها في مجالات التنمية من باب المسئولية الاجتماعية؟
لابد أن تقوم الدولة والحكومة بواجبها تجاه هؤلاء المساكين وان تقوم هي بشراء منتجاتهم وتسويقها للمصانع أو إنشاء مصنع حكومي يتكفل بشراء كل الكميات منهم والتخفيف من استيراد الحليب البودرة من الخارج لإجبار تلك المصانع على شراء الحليب المنتج المحلي وهناك خطوات وإجراءات تستطيع الدولة والحكومة من خلالها معالجة الأمر والأهم هو وجود الإرادة الصادقة وليس الكلام فقط.
نتمنى أن نرى ونسمع عن معالجات جذرية وحقيقية لانصاف المزارعين وتنفيذ توجهات الدولة والحكومة بتحقيق الاكتفاء الذاتي حتى لا يبقى الأمر كما هو عدوان ثلاثي من مصانع الالبان وهروب الحكومة من القيام بمسؤولياتها تجاه هذه الشريحة التي تواجه ابشع انواع الظلم.