نتفليكس تعمد الى تحريف تاريخ الملكة كليوباترا..والمصريون يردون *
عبده بغيل.. الحديدة اكسبرس
26-6-2023
*الأساطير والمومياوات.. أثارت دراما وثائقية جديدة عن الملكة كليوباترا غضب المسؤولين في القاهرة
"أنايكرهون الملكة ، "افتتح شيشرون في حوالي عام 44 قبل الميلاد . كان رجل الدولة الروماني ، على الأقل ، قد أقام محكمة مع كليوباترا قبل أن يشكل رأيه غير الممتع بها. كان آخرون أقل دقة. كُتبت معظم النصوص الكلاسيكية الباقية عن آخر ملكة لمصر بعد حوالي قرن أو أكثر من وفاتها في 30 قبل الميلاد . المؤرخ بلوتارخ ، كاتب سيرة مارك أنطوني ، صاغ الحاكم كمتلاعب متعطش للسلطة للرجال. ولم يكن هؤلاء المؤلفون مراقبون موضوعيون للتاريخ: فقد شوه بلوتارخ ومعاصروه الرومان اسم كليوباترا لتمجيد الرومان الذين هزموها.
كما تشير هذه المصادر المشكوك فيها ، لا يُعرف الكثير عن الملك. (روايات النساء في العصور القديمة - حتى الحاكمة - شحيحة). ولم يمنع ذلك المؤرخين والشعراء والمؤلفين من محاولة تجسيد السجل التاريخي. قد يكون اللغز جزءًا من الجاذبية. استغل الكتاب الغربيون علاقات الحب المأساوية لكليوباترا مع قيصر ومارك أنتوني. وأشادت مصادر من العصور الوسطى من المغرب الكبير ببراعة الفرعون العسكرية و "حكمته". تقول جين درايكوت من جامعة جلاسكو: "مع مرور الوقت ، رأى أشخاص مختلفون أشياء مختلفة في القصة".
المنتجون في Netflix هم الأحدث الذين أعادوا بناء حياة الحاكمة في "Queen Cleopatra" ، وهي دراما وثائقية جديدة من أربعة أجزاء تم إصدارها يوم الأربعاء. إنه جزء من سلسلة تاريخ "الملكات الأفريقية" التي أنتجها الممثل جادا بينكيت سميث من أجل جهاز البث. في كثير من النواحي ، لا يختلف فرعون Netflix كثيرًا عن الذي يصوره الكتاب العرب ؛ هي مكرسة لمصر. لكن هناك مسألة واحدة تتباعد فيها هذه الروايات عن التاريخ:
لون بشرتها.
أديل جيمس ، ممثل بريطاني مختلط العرق ، يلعب دورًا رئيسيًا في إنتاج Netflix أثار هذا الغضب في مصر: فقد لجأ الناس إلى وسائل التواصل الاجتماعي لاتهام عملاق البث "بلاك ويغ" التاريخ المصري. أصدرت وزارة السياحة والآثار في البلاد بيانًا أعلنت فيه أن كليوباترا "ذات بشرة فاتحة". يشير الخلاف إلى وجهة نظر مصر الحمائية الحديثة تجاه حضاراتها القديمة. كما يوضح كيف أصبح البحث الأكاديمي في الماضي متورطًا مع سياسات الهوية الحديثة.
ومع ذلك ، فإن قرار Netflix بتصوير كليوباترا بهذه الطريقة لا يخلو من مبرر. في الحلقة الأولى ، اعترف المعلقون بعدم اليقين بشأن التراث العرقي للملكة . مثل أسلافهم ، كان خبراء المعرض يعملون من مواد تاريخية غير مكتملة. لملء الفجوات ، اعتمدوا على مبدأ "المعقولية التنافسية" ، كما توضح شيلي هالي من كلية هاميلتون في ولاية نيويورك ، والتي ظهرت في الفيلم الوثائقي. بعبارة أخرى ، نظر المؤرخون في جميع السيناريوهات المحتملة وتوقعوا أيها كان مرجحًا. هذا ليس مقاربة جديدة أو غير تقليدية. لكن هوية المؤرخ تؤثر في كيفية تفسيرهم للمصادر ، كما تشير البروفيسور هالي. وتجادل قائلة: "لا يمكننا أن نكون موضوعيين".
كتبت تينا غرافي ، المخرجة في Variety ، أنها تريد تسليط الضوء على جزء غالبًا ما يتم تجاهله من قصة كليوباترا. وقالت إن هوليوود لديها "قبضة خانقة" على صورة الحاكم - في إشارة إلى الممثلين ذوي البشرة الفاتحة الذين سبق أن تم اختيارهم للعب دورها. من الممكن أن تكون ملكة النيل ذات بشرة داكنة. تقول السجلات إنها تنحدر من سلالة يونانية مقدونية ، لكن هوية جداتها وأمها غير معروفة على وجه اليقين. كان من الممكن أن يكونوا مصريين أصليين ؛ قد يكون لدى البعض في هذه المجموعة متعددة الأعراق بشرة داكنة. لا يعني ذلك أن الملكة المصرية كانت على علم بأي من هذه الفئات العرقية ؛ في ذلك الوقت ، "كنت إما مصريًا أو لم تكن كذلك" ، هكذا تلخص مونيكا حنا ، عالمة الآثار من مصر.
إن كون أصول كليوباترا غامضة لا تفعل الكثير لتهدئة المصريين الذين يؤكدون أن مصر لها هويتها الخاصة ، المتميزة عن بقية أفريقيا. وهم يشعرون أن تصوير السيدة جيمس لكليوباترا يتجاهل ذلك. لكن اللاذع ملوث بالعنصرية. لطالما كان التمييز "ضد السود" مشكلة خطيرة في البلد العربي.
تلامس "الملكة كليوباترا" نقطة مؤلمة أخرى للمصريين ، تتعلق بمن يدرس حضاراتهم القديمة ويروي هذه القصص. حتى وقت قريب ، سيطر الغربيون على علم المصريات ، وهو تخصص ذو أصول استعمارية. ربما تكون الرغبة في استعادة تاريخهم من الغرباء هي السبب وراء قيام بعض صانعي الأفلام المصريين بتقديم روايتهم الخاصة - على الأرجح كرد فعل على إنتاج Netflix. أعلنت قناة إعلامية مصرية في أبريل / نيسان أنها ستصنع فيلما وثائقيا خاصا بها عن كليوباترا. يقولون إنهم سوف يجاهدون من أجل شيء أقرب إلى إعادة تكوين موضوعي للتاريخ. هذا مسعى نبيل ، لكنه مستحيل. ■
يتم بث فيلم "Queen Cleopatra" على Netflix الآن
////////////
*العنوان اقتراح الحديدة اكسبرس
*مصدر التقرير مجلة الايكونميست النسخة الإلكترونية بالغة الانجليزية
*نقل القصة للعربية بمساعدة ترجمة جوجل عبده بغيل
.