امنيستي:قطر في كأس العالم تحقق مليارات الدولار و منظمات نيبالية تندد برفض الفيفا المستمر لمطالبات تعويض العمال الوافدين/عبده بغيل
الحديدة اكسبرس/عبده بغيل
16 ديسمبر 2022
قالت منظمة العفو الدولية في تقرير نشر لها اليوم بان قطر في كأس العالم تحقق مليارات الدولار و لا تزال تتجاهل مطالبات تعويض العمال الوافدين من النيبال واغلب دول شرق اسيا وأشار ستيفن كوكبيرن ، رئيس قسم العدالة الاقتصادية والاجتماعية في منظمة العفو الدولية ، في ردً على التعليقات التي أدلى بها اليوم رئيس الفيفا جياني إنفانتينو بأن المنظمة حققت إيرادات قياسية من كأس العالم في قطر،وكان قد أعلن جياني إنفانتينو أن الفيفا جنى 7.5 مليار من دورة قطر لكأس العالم 2022 وتوقع أن يحقق الفيفا أكثر من 11 مليار دولار على مدى السنوات الأربع المقبلة.
ومع ذلك ، لم يقدم شيئًا جديدًا للعديد من العمال وعائلاتهم الذين ما زالوا محرومين من التعويض عن الأجور المسروقة والخسائر في الأرواح.
"لقد ساهم العمال الوافدون في كأس العالم بقطر بشكل كبير في ثروة كبيرة والهائلة للفيفا،ويتحمل FIFA مسؤولية واضحة لتعويضهم عن خسائرهم.
بدورها منظمات المجتمع المدني النيبالية تستنكر رفض الفيفا المستمر لمطالبات تعويض العمال الوافدين حيث نشرت أكثر من ثلاثين منظمة مجتمع مدني نيبالية اليوم رسالة مفتوحة إلى رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم )الفيفا( جياني إنفانتينو تدعوه إلى “التوقف عن غض الطرف” بينما يُحرم العمال الأجانب من التعويض بعد تعرضهم لانتهاكات في قطر.
كما عرضت المنظمات رسالتها على لوحات إعلانية في جميع أنحاء العاصمة كاتماندو، بما في ذلك مطار تريبوفان الدولي، اذ يعود العمال من قطر في كثير من الأحيان بدون أجورهم وكذا تعاد جثامينهم باستمرار إلى أوطانهم.
تسلط الرسالة الضوء على عدم قدرة العمال الأجانب على الوصول إلى صندوق التعويضات الذي أنشأته قطر في عام 2018 لتعويض الأجور المسروقة إذا كانوا قد سبق أن عادوا إلى نيبال، وكيف أن العائلات المفجوعة غير قادرة على تلقي التعويض إذا لم يتم التحقيق في أسباب وفاة أحبائها.
وقال سوم براساد لاميشهان، المدير التنفيذي للجنة التنسيق برافاسي النيبالية المعنية بالعمال الأجانب (PNCC)، التي ساعدت في تنظيم ما يتعلّق بالرسالة: “اجتمعنا معًا لحث جياني إنفانتينو على الوفاء بوعود الفيفا باحترام حقوق العمال والموافقة على تعويض العمال الذين عانوا من الانتهاكات والعائلات التي فقدت أحباءها”.
اجتمعنا معًا لحث جياني إنفانتينو على الوفاء بوعود الفيفا باحترام حقوق العمال والموافقة على تعويض العمال الذين عانوا من الانتهاكات والعائلات التي فقدت أحباءها.
وم براساد لاميشهان، المدير التنفيذي للجنة التنسيق برافاسي النيبالية المعنية بالعمال الأجانب (PNCC)
“ندرك التكاليف البشرية الحقيقية للانتهاكات التي واجهها العديد من العمال في قطر. فوقعت الأسر سريعًا في براثن الفقر، وتم إخراج الأطفال من المدارس، وأجبر العمال على الهجرة مرة أخرى لسداد الديون. لا يمكن للفيفا أن يغفل عن هذا الواقع ويجب أن يتحرك لوضع الأمور في نصابها الصحيح”.
يعمل حوالي 400,000 عامل من نيبال في مجموعة من القطاعات في قطر ولعبوا دورًا كبيرًا في بناء مشاريع البنية التحتية الضخمة المطلوبة لاستضافة كأس العالم لكرة القدم 2022.
وفي حين أن التحويلات المالية الناتجة عن العمل في الخارج مهمة للاقتصاد، فإن النيباليين الذين سافروا للعمل في دول الخليج وأماكن أخرى عانوا بانتظام من مجموعة من الانتهاكات العمالية. وعادة ما لا يكون أمام العمال النيباليين خيار سوى دفع رسوم توظيف غير قانونية تزيد عن 1,000 دولار لتأمين وظائفهم، وقد وثّقت منظمات حقوق الإنسان بانتظام حالات العمل القسري والأجور غير المدفوعة، بما في ذلك في المنشآت المرتبطة بكأس العالم.
كما فقد عمال حياتهم بسبب ظروف العمل الخطرة، ونادرًا ما تم التحقيق في وفاتهم. ووجدت دراسة تمت مراجعتها من قبل النظراء أنه كان من الممكن منع وفاة ما لا يقل عن 200 عامل بناء نيبالي بين عامي 2009 و2017 من خلال توفير الحماية الكافية لهم من الحرارة الشديدة.
في السنوات الأخيرة، أدخلت قطر عددًا من الإصلاحات لتعزيز قوانين العمل وافتتحت مركزًا جديدًا للتأشيرات في نيبال يهدف إلى الحد من الانتهاكات. وعلى الرغم من إحراز بعض التقدم، لا تزال الانتهاكات مستمرة على نطاق واسع.
وقال نيراجان ثاباليا، مدير الفرع النيبالي لمنظمة العفو الدولية: “هناك خطر كبير من أنه عندما تطلق صافرة النهاية في كأس العالم، سيتم نسيان مساهمة وتضحيات العديد من العمال الأجانب، وسيتم تجاهل مطالباتهم بالعدالة والتعويض”.
“إذا أراد الفيفا إظهار الاحترام تجاه الأشخاص الذين جعلوا هذه البطولة ممكنة، يجب على جياني إنفانتينو أن يوافق أخيرًا على ضمان تعويض العمال وعائلاتهم. ويجب ألا يغض الطرف عن ادعاءاتهم بعد الآن”.
منذ مايو/أيار، دعا تحالف عالمي من منظمات حقوق الإنسان والنقابات العمالية وروابط المشجعين الفيفا وقطر إلى إقرار برنامج تعويضات من شأنه تعويض العمال والاستثمار في برامج لمنع الانتهاكات في المستقبل. وقد حظيت الدعوة بدعم 12 اتحادًا لكرة القدم، وأربعة من رعاة الفيفا، وأظهرت استطلاعات الرأي أن هذه الدعوة تحظى بدعم أغلبية كبيرة من الجمهور في 15 دولة.
إذا أراد الفيفا إظهار الاحترام تجاه الأشخاص الذين جعلوا هذه البطولة ممكنة، يجب على جياني إنفانتينو أن يوافق أخيرًا على ضمان تعويض العمال وعائلاتهم. ويجب ألا يغض الطرف عن ادعاءاتهم بعد الآن.
نيراجان ثاباليا، مدير الفرع النيبالي لمنظمة العفو الدولي
ومع ذلك، رفض الفيفا تعويض العمال عن انتهاكات العمل المتعلقة بالبطولة في قطر. وانتقد ائتلاف من منظمات حقوق الإنسان الدولية يوم الاثنين الفيفا “لتضليل العالم” بشأن تعويضات العمال. وعلى الرغم من أن مسؤولي الفيفا قالوا في وقت سابق إنهم يعملون على خطة لضمان تعويض العمال، إلا أن جياني إنفانتينو تخلى عن تحمل المسؤولية عشية البطولة وقال إنَّ أي شخص عانى من الانتهاكات يجب عليه ببساطة “التواصل مع السلطات المعنية لنيل التعويضات المستحقة” من صندوق التعويضات القطري الحالي.
إلا أن هذه الآلية لا تزال غير متاحة لأولئك الذين غادروا البلاد بالفعل، كما أنها تضع سقفًا للمبلغ الذي يمكن دفعه لكل عامل، ولن تدعم عائلات العمال الذين ربما نُسبت وفاتهم عن طريق الخطأ إلى ’أسباب طبيعية’ بسبب عدم إجراء التحقيقات.
ودعا الائتلاف جياني إنفانتينو إلى استخدام صندوق الإرث الذي تم الإعلان عنه حديثًا، لتعويض العمال وإنشاء مركز مستقل للعمال الأجانب بناءً على طلب النقابات العمالية مثل نقابة العاملين في البناء والخشب (BWI). ويذكر أن حجم الصندوق المقترح غير معروف بعد ويهدف حاليًا إلى دعم المشاريع التعليمية و”مركز تميّز معنيّ بالعمالة” وهو مشروع مخطط له.