الشريط الإخباري

أنا أسف يا أولادي/العرافي

 أنا أسف يا أولادي 

بقلم الأستاذ / محمد عبدالله العرافي

الحديدة اكسبرس/مقالات

 28 اغسطس ٢٠٢٢م 




الذي أريد أن يصبح أفضل مني ومن الآخرين..

هم أولادي ... لأنهم أغلي ما أملكه في حياتي ...


 أنا أسف يا أولادي


لشدتي وقسوتي عليكم ( من وجهة نظركم ) لكي تكونوا الافضل ولا تقعوا في الاخطاء التي وقعت بها ..


أنا أسف يا أولادي


عندما تفكروا دائما بأنني أنظر دوما لسلوكياتكم السلبية بل وأركز عليها ( هذا ما تقولونه ويخطر ببالكم دومًا ) وتزعجكم جدا .. و لا أنظر الى الجوانب الإيجابية التي تقومون بها وهي كثيرة والحمد لله .. لا تظنوا أننا لم نشعر بها أو نعرفها ونراها.. 


هنا دعوني أقول لكم نعم كلامكم وتفكيركم صحيح وحقيقة ملموسة ... لكن لماذا !! .. لأنكم أغلي شيء في حياتنا.. فأنتم مشاريعنا الخاصة الاستثمارية في الدنيا والآخرة..  أنتم الحياة التي نعيش من أجلها، ورصيدنا الدائم بعد الممات.. نفرح ونسعد بما تقومون به من سلوكيات رائعة ومميزة .. أما تركيزنا على تجنب وتعديل بعض السلوكيات السلبية الخاطئة التي لن تجدوا مثلنا كأب وأم ينصح بها ويشدون على ذلك لكي تكونوا الأفضل.. 


أنا أسف يا أولادي


 كنا سابقا نتسابق في مصاحبة أباءنا لنتعلم منهم وننهل من خبراتهم ونقتنص الفرص للجلوس معهم  ونسعى لطلب النصيحة والملاحظة والاستشارة منهم وعند الخوف هم الأمان الصادق والحظن الدافئ .. اما الان فالصديق هو البديل والموبايل هو المربي ، والشلة هم الأمن  الأمان والنت هو مصدر المعلومات ..


أنا أسف يا أولادي


عندما كنت صغير. بل عندما اصبحت شابا يافعا، وكنت اتأخر عن البيت أو أذهب مع أصدقائي دون علم أبي وأمي .. كنت أشاهد وألاحظ الخوف في عيونهم و نبرات أصواتهم وحتى لو لم يتكلموا ( وكانت البيئة آمنة) 

وزمانكم هذا كلما نصحنا أو عبرنا أو صيحنا أو أدبنا .. تنزعجون .. وتتحسسون وتتغير اشكالكم وتعبس وجوهكم نبرة أصواتكم عالية مزعجة وتعبرون بأنكم أصبحتم كبارا وأنكم أحرار وشخصياتكم مستقلة لها خصوصياتها ! 


أنا أسف يا أولادي


عندما تسمع منا النصيحة.. تزعجك ولا تأخذ بها.. حتى عندما تسمع تعليقات ساخرة منا تتألم وتتحسس وتأخذ موقف و.. و ..لكن عندما تسمعها من صديقك تعجبك  وتستمتع بها ؟ 


أنا أسف يا أولادي


عندما كنت في مثل عمرك .. كنت أستغرب من بعض تصرفات أبي معي .. لكن عندما كبرت وتزوجت ورزقني الله بكم  فهمت الحكمة ..


أنا أسف يا أولادي


ربما أننا مقصرين في توفير بعض ما تحلمون به وتتمنونه في وقته وزمانه .. لكننا نجتهد في توفيرها رغم الامكانيات المتاحة والمحدودة الخاصة بنا .. وتظنون أننا لا نحبكم ولا نقدركم ولا نهتم بكم

 

أنا أسف يا أولادي


لن تجدوا مثل احتواء والديكم ، وتضحياتهم من أجلكم ، والسهر والعمل لتوفير احتياجاتكم .. رغم أن أسراركم عند اصدقائكم أكثر ما تكون عند والديكم .. لأنهم ( من وجهة نظركم ) "يسمعوا لنا ، وما يقلبوا صور علينا " هنا ساترك التعليق لكم ؟؟


أنا أسف يا أولادي


لن تشعروا بقيمتنا إلا أذا افتقدتمونا أو انتقلنا إلى رحمة الله ، أو حينما يصبح عندكم أولاد ستشعرون بما نشعر وستقدرون ذلك .. والاهم من ذلك هو أنكم ستكتشفون الإجابة على كثير من الأسئلة التي كانت تجول في عقولكم وأذهانكم  وانتم صغار ..


أنا أسف يا أولادي


عندما نحرص على تعليمكم وتثقيفكم وبناء شخصياتكم وشدتنا في علاج بعض الملاحظات السلوكية في شخصياتكم .. فهو من أجلكم ومن أجلنا ما أجملها من عباره ( رحم الله من ربااك وعلمك وكبرك ) وما أسوأ العكس لا قدر الله


أنا أسف يا أولادي


نعلم أن زمانكم غير زماننا .. وبيئتكم تغيرت عن ما كنا فيه .. نعلم أن كل واحد فيكم معه شخصية مختلفة عن الاخر .. لذلك حافظوا على شخصياتكم وهويتكم وقيمكم وقبلها دينكم الذي يضبط سلوكياتكم 


أنا أسف يا أولادي


قد لا نكون الأب المثالي أو الأم المثالية.. لكن هذا جهدنا.. وأملنا بعد الله فيكم.. لتكونوا الافضل والأجمل في المجتمع وقبلها عند ربكم سبحانه وتعالى ..


أنا أسف يا أغلى من نحب ... وختاما :


أقول لكم عيشوا حياتكم كما تحبون ، استمتعوا بأوقاتكم ، .. لكن بما ينفعكم ..بالخير والعمل الطيب الصالح .. فهو الإرث الحقيقي لكم واختاروا أصدقائكم كما تريدون  .. لكن تذكروا أن الصاحب ساحب ..

 وسمعتكم هي رأس مالكم ، اصنعوها بأنفسكم بعناية ودقة .. قبل أن يصنعها لكم الأخرين 


 صيغوا سيرتكم الذاتية بأنفسكم .. قبل أن يصيغها لك غيرك .. 

 

كن أنت  أنت  ... وليس أنت  هم  (افهمها)


تحياتي لكم

بقلم محمد عبدالله العرافي

الاحد

 28 اغسطس ٢٠٢٢م 

30 محرم ١٤٤٤

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال