بيغاسوس " أداة لإسكات الصحفيين.. وابتزاز لآخرين"
تقرير عبده بغيل صحفي يمني
اغلب الحكومات الديمقراطية والدكتاتورية في العالم تتساوى في "الخوف .. والخشية " من الصحفيين لذا تسعى إلى إسكاتهم كلا في بلده ونطاق جغرافيه من أجل اخفاء حقائق وملفات وبرامج أخفت في تنفيذها تلك الحكومات أو تلك المنظمات والخوف من كشف ملفات فساد وغسل الأموال وغيرها من الملفات ..هذه "الخشية " أو الرعاب عرض ويعرض الصحفيين للموت والخطورة والابتزاز والإسكات بالقوة أو بأساليب غير أخلاقية ويظل الصحفيون وغيرهم عاجزين عن حماية أنفسهم تجاه هذا السطو الغير المشروع ومثال خطير لضعف البشر أمام التطفل الالكتروني "والتوحش التكنولوجي" للشركة إسرائيلية
تقتحم خصوصيات الصحفيين والحقوقيين والكيانات والمعارضين بدون اي حق عبر اختراق هواتفهم ورصد تحركاتهم وتقيد حرياتهم ،ويعمل نظام بيغاسوس التجسسي الإسرائيلي باختراق واخذ معظم معلوماتنا الشخصية الصور والرسائل النصية ورسائل البريد الإلكتروني من داخل هواتفنا.كما يمكن أن تكشف برامج التجسس مباشرة ما يحدث في حياتنا ، متجاوزا التشفير الذي يحمي البيانات المرسلة عبر الإنترنت.
ولكن يظل سؤال يطرحه نفسه لماذا تجاوز الأمر الحكومات بل أصبح يستهدف بعض الحكومات والدول ذات توجهات معينة بل إن النظام التجسسي الإسرائيلي استهدف ورؤساء دول الأمر مازال يحير الكثير من المحللين السياسيين وذات الاختصاص الأمر الذي وصفه إحدى الخبراء بأن بيغاسوس هو "أداة لإسكات الصحفيين ..كما هو أيضا ابتزار لاصحاب نفوذ وصانعي القرار من أجل تمرير مشاريع استراتيجية أو خطط تكتيكية أو إخفاء أفعال شنيعة"
بيغاسوس يستهدف 50 ألف مستهدف :
وتضم القائمة الأخيرة التي تضم 50 ألف أغلبهم من الصحفيين بإضافة الى روساء دول ورجال أعمال من ضمنهم رقم هاتف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والرئيس العراقي بروهم صالح ورئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا. كما يوجد سبعة رؤساء وزراء سابقين وثلاثة رؤساء حاليين ، منهم الباكستاني عمران خان ،و المصري مصطفى مدبولي والمغرب سعد الدين العثماني و الملك محمد السادس ملك المغرب ، كم استهدف نظام بيغاسوس التجسسي الهواتف الخاصة بالعشرات من الأشخاص المقربين من الرئيس المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور والهواتف الخاصة بمراسلي CNN و Associated Press و New York Times و Wall Street Journal. و عدة هواتف على القائمة ، بما في ذلك كلود مانجين ، الزوجة الفرنسية لناشط سياسي مسجون في المغرب ، جل هواتفهم تعرضت للاختراق او للهجوم.
رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين قالت إنه إذا تم التحقق من صحة الادعاءات ، فإن استخدام بيغاسوس "غير مقبول على الإطلاق". وأضافت: "حرية الإعلام ، حرية الصحافة من القيم الأساسية للاتحاد الأوروبي".
طالب حزب المؤتمر القومي في الهند بإجراء تحقيق في استخدام بيغاسوس.
كما دعا إدوارد سنودن ، الذي سرب في عام 2013 معلومات حول ممارسات مراقبة وكالة الأمن القومي الأمريكية ، إلى حظر مبيعات برامج التجسس في مقابلة مع صحيفة الغارديان. وقال إن مثل هذه الأدوات ستستخدم قريبًا للتجسس على ملايين الأشخاص. قال سنودن: "عندما نتحدث عن شيء مثل iPhone ، فإنهم جميعًا يشغلون نفس البرنامج في جميع أنحاء العالم. لذلك إذا وجدوا طريقة لاختراق جهاز iPhone واحد ، فقد وجدوا طريقة لاختراقها جميعًا"
وتحدث رئيس "رابطة الصحفيين الألمان DJV" ، فرانك أوبرال، الاثنين (19 يوليو2021) عن "فضيحة تجسس غير مسبوقة"، مضيفاً أن أجهزة الاستخبارات وسلطات الأمن مطالبة بتقديم معلومات عما إذا كان برنامح "بيغاسوس" سيء السمعة، الذي طورته شركة "إن إس أو" الإسرائيلية، تم استخدامه أيضاً للتجسس على صحفيين ألمان.
كما طالبت رئيسة اتحاد الصحفيات والصحفيين الألمان التابع لاتحاد نقابات "فيردي"، مونيك هوفمان، بوضع قيود على تصدير تقنيات المراقبة، وقالت: "الدول المستبدة تستخدم بيجاسوس لإسكات الأصوات الناقدة والمعارضة.
كيف يمكن للصحفي معرفة ما إذا كان هاتفه مصابًا؟
أصدرت منظمة العفو الدولية أداة مساعدة مفتوحة المصدر تسمى MVT (مجموعة أدوات التحقق عبر الهاتف المحمول) صممتها للكشف عن آثار بيغاسوس يعمل البرنامج على جهاز كمبيوتر شخصي ويحلل البيانات بما في ذلك ملفات النسخ الاحتياطي التي تم تصديرها من هاتف iPhone أو Android.
ماهو بيغاسوس وكيف يعمل :
بيغاسوس هو عباره عن نظام أو برنامج تنتجه الشركة الإسرائيلية NSO يمكن
تثبيته عن بعد في هاتف المستهدف دون فتح مستند أو رابط موقع ويب
ويتحكم مبرمجوا النظام التجسسي بيغاسوس بالهاتف كليا حيث يطلعون على الرسائل النصية والصور ورسائل البريد الإلكتروني ومقاطع الفيديو وقوائم جهات الاتصال ويمكنهم تسجيل المكالمات الهاتفية..كما يمكن تشغيل ميكروفون الهاتف والكاميرات سرًا لإنشاء تسجيلات جديدة.
تورطت مجموعة شركة NSO في تقارير ودعاوى قضائية سابقة في عمليات اختراق لمؤسس شركة أمازون جيف بيزوس في عام 2018. ورفع معارض سعودي دعوى قضائية ضد الشركة في عام 2018 لدورها المزعوم في اختراق جهاز الصحفي جمال خاشقجي ، الذي قُتل داخل السفارة السعودية في تركيا في نفس العام
تقدم الشركة التي تأسيس الشركة في عام 2010 العديد من الخدمات الأخرى عبر ادوات خاصة مثل تحديد مكان استخدام الهاتف ومكافحة ورصد الطائرات بدون طيار .