تشاد..هل انقلب الجيش على الرئيس
تقرير/عبده بغيل صحفي يمني مهتم بالشؤون الإفريقية
في نبأ مفاجئ، للشعب التشادي الثلاثاء اعلن مقتل الرئيس إدريس ديبي متأثرا بإصابته خلال معارك ضد متمردين في شمال البلاد خلال نهاية الأسبوع الماضي حسب الرواية الرسمية مما أثار الكثير من الشكوك حول مقتله ؟؟
فبينما البعض يتهم الجيش بانه قام بعملية انقلاب ضد الرئيس ديبي يرجح البعض الاخر خيانة المعارضة والاتفاق مع المتمردين وبدعم خارجي من دبر مقتل الرئيس ادريس ديبي واحاول في هذه المقاربة التحليلية الاولية سرد كل الروايات وقراءة ما وراء السطور
رواية الجيش :
أعلن الجيش التشادي في بيان بثه التلفزيون الرسمي أن ديبي مات متأثرا بجروح أصيب بها على خط الجبهة في معارك ضد المتمردين في شمال البلاد خلال عطلة نهاية الأسبوع.
وقال المتحدث الجنرال عزم برماندوا أغونا في بيان عبر تلفزيون تشاد أن "رئيس الجمهورية إدريس ديبي إيتنو لفظ أنفاسه الأخيرة مدافعا عن وحدة وسلامة الأراضي في ساحة المعركة" مضيفا "نعلن ببالغ الأسى للشعب التشادي نبأ وفاة ماريشال تشاد الثلاثاء في 20 نيسان/أبريل 2021".
من جانبه دعم الرواية الرسمية للجيش محمد زين بادا الناطق باسم حملة ديبي الانتخابية في تصريحات له أشار إلى أن سبب توجه الرئيس إلى جبهة القتال قد تكون بدافع رفع معنويات الجنود، إذ كان من المقرر أن يلقي "خطاب النصر" عقب إعلان فوزه بالانتخابات، إلا أنه فضل زيارة القوات على الخطوط الأمامية ..
واذا كان الامر كذلك حسب الرواية الرسمية للجيش ..اذا لماذا بيان الجيش خلا من إي إشارة لكيفية مقتله، فهل كان المتمردون على مسافة قريبة لهذه الدرجة من الرئيس ليوجهوا رصاصهم تجاهه؟
ثم لماذا لم يعلن الجيش عن مقتل آخرين معه ما يجعل الأمر يبدو كما لو كان الرئيس قتل وحده وهذا يؤكد نظرية انقلاب الجيش على الرئيس ؟؟
روايات اخرى
فيما كان الجيش التشادي اعلن السبت مقتل أكثر من 300 مسلح، قادوا توغلا استمر ثمانية أيام في شمال البلاد كما قُتل خمسة من جنوده في هذه الاشتباكات يؤكد دخول متمردين مدججين بالسلاح يقاتلون في صفوف ما تسمى "جبهة التغيير والوفاق في تشاد" شمال تشاد من ليبيا ومروا عبر إقليم "كانم" قبل الاقتراب من العاصمة،
وتشير مصادر إخبارية قامت بعملية الرصد والتتبع الى إن "فرقا عسكرية كانت قد وصلت من ليبيا بعد انتهاء قتالها إلى جانب الجيش الليبي بقيادة خليفة حفتر، ودخلت إلى تشاد الامر الذي دعا الرئيس التشادي أن يحسم الامر عسكري لكن وقعت خيانات داخل الجيش كما توقع أحد المحللين العسكرين
من جانبه يؤكد زعيم المتمردين في تشاد، محمد مهدي علي، إنه شاهد طائرة مروحية تهبط وسط المعركة،ثم توجهت بعد ذلك إلى نجامينا، على بعد 400 كيلومتر، لعلاج رئيس الدولة الذي لفظ أنفاسه في المستشفى.
وبين الروايات السابقة و اللاحقة في المشهد التشادي تتجلى مصالح بارونات الحرب وبرجماتيات جنرالات الجيش التشادي التي تذكرنا بزمن الانقلابات العسكرية المتمثلة بعدد من الاحترازات منها :
@ اعلان تشكيل مجلس عسكري بقيادة نجل ديبي
@ الجيش يعلن حل البرلمان والحكومة وإغلاق حدود البلاد
@ فرض حظر تجوال مع فترة انتقالية برئاسة الجنرال محمد ديبي لمدة 18 شهرا
@ الجيش دعا التشاديين في الداخل والخارج إلى حوار وطني.
من هو ادريس ديبي :
ادريس ديبي البالغ من العمر 68 عاماً حكم تشاد بيد من حديد كما يصفه بعض السياسيين ,وصل بقوة السلاح إلى السلطة عام 1990، وأطاح بحسين حبري، بدعم من فرنسا، ثم انتخب رئيساًَ بعد أول انتخابات تعددية في البلاد عام 1996، وحصل على نسبة 69% من الأصوات في الدورة الثانية. وأعيد انتخابه بعد ذلك أكثر من مرة من الجولة الأولى، لكن تتهمه المعارضة بالاحتيال الانتخابي.