البغدادي في تل أبيب..
بعضهم استغرب ما ورد برواية الرئيس دونالد ترمب، من أن الخليفة "الداعشي" أبو بكر البغدادي "كان يئنّ ويبكي" قبل أن يفجّر نفسه بحزام ناسف داخل نفق فرّ إليه، ومنهم رئيس الأركان الأميركي "مارك ميلاي" نفسه.
فقد رفض في مؤتمر صحافي عقده مع وزير الدفاع، مارك إسبر، تأكيد البكاء، وقال إن ترمب "ربما علم بذلك من تواصله مع جنود الوحدة التي نفذت العملية"، مع أنه يصعب عليهم رؤية البغدادي وهو يبكي أيضا، لأن الوقت كان ليلاً، وهو بعيد عنهم داخل النفق..
يبدو ان الرواية الامريكية لم تنطلي على أحد هذا ما أكدته الدستور الاردنية في مقال تحليلي مشيرا بان البغدادي لم يقتلوه حقا و لم يفجر نفسه .انه الآن في أحد مكانين ، إما أنه في واشنطن بمقر شركة المرتزقة «بلاكووتر» التي ارتكبت الفظائع السادية في سجن ابوغريب غداة الاحتلال الأميركي للعراق ، أو أنه عاد الى مكتبه ورتبته في مقر الموساد بتل أبيب ، يعتمر القلنسوة ويشرب مع زملائه نخب نجاح مهمته ! وهذا هو الاحتمال الأرجح حسب خبراء في الارهاب الدولي الذين يؤكدون إن «داعش» في الأساس صناعة أميركية اسرائيلية وهي من أبرز أوجه التعاون الاستراتيجي الوثيق بين الطرفين .ولما نذهب بعيدا فهاهي هيلاري كلنتون في كتاب مذكراتها «خيارات صعبة» الصادر عام 2014 اعترفت بذلك ..وثمة اسئلة ترجح ما اعترفت به كلنتون اهمها : لماذا تزامن الاعلان عن مقتل البغدادي مع اعلان ترامب سحب القوات الاميركية من شمال سوريا ؟ كيف يقدم البغدادي على تفجير نفسه ، حسب الرواية الأميركية ، وهو «خليفة» المسلمين علماً أن الانتحار محرم في الاسلام ؟ لماذا لم تنشر واشنطن صوراً حقيقية وليست مفبركة لجثة البغدادي ؟ ما يعني أن حكاية «نسف نفسه» محبوكة درامياً وفق مسرحية «داعش».ترمب بحاجة ماسة الآن الى «نصر» خارجي للتخفيف من هزائمه الداخلية وتبييض وجهه أمام الناخب الأميركي سواء لجهة اجراءات عزله أو لجهة سياساته التي قضت على هيبة الولايات المتحدة و تحويل قواتها الى شركة مرتزقة «نحمي من يدفع « ، ما صار يستوجب تحويل اسمها الى « الولايات المرتزقة الأميركية «!أما دور اسرائيل وجهاز مخابراتها الموساد فكان اعداد « خليفة « الدولة الاسلامية وقياداتها . ففي تل أبيب أسس الموساد العام 1956 ما يعرف بجامعة تل أبيب الاسلامية لتدريس العلوم الاسلامية المختلفة ، وغير مسموح للطلبة غير اليهود الدراسة فيها.يشرف على الجامعة جهاز الموساد ويتولى مسؤولية كل شيء فيها . فهو الذي يحدد المواد الدراسية ومنهاج كل مادة واساتذة الجامعة وطلابها وفق خطة مدروسة بعناية بالغة لتحقيق اهدافهم .يدرس الطلاب اليهود فيها مختلف المواد الاسلامية من عقيدة وتفسير وحديث وفقه ولغة عربية من وجهة نظر يهودية . و يأخذ طلاب الجامعة دورات خاصة يتدربون فيها على كيفية الحياة بين المسلمين والتعامل معهم والتحايل عليهم وخداعهم. ويشرف على تدريبهم علماء نفس وخبراء اتصال وعلماء اجتماع وسياسة.يتخرج الطالب من الجامعة وقد تثقف بثقافة اسلامية وشرعية وفقيهة وعلمية من وجهة النظر اليهودية للاسلام. ويكون هذا الخريج مرتبطا ارتباطا عضويا مع الموساد ومدربا معه تدريبا استخباراتيا عالياً.يجعل الموساد هذا الخريج اليهودي شيخا مسلماً!! ويقدم على انه عالم كبير. حيث يعطى هذا «الشيخ اليهودي» اسما إسلامياً. ويجهز الموساد لهذا الشيخ الخاص مكان عمله الاسلامي بدقة استخباراتية متناهية حيث يقوم خريج تلك الجامعة بعمله الاسلامي ويتواصل مع المسلمين ويعيش معهم ويتجسس عليهم ويقدم كل شيء عنهم للموساد أولا بأول.يقدم هذا الشيخ لمسلمي تلك المنطقة باسم مبهم كأن يقال هو ابوعمر الشامي او ابوعلي المغربي او ابو بكر البغدادي وهكذا. و يصدر فتاوى ارهابية خاصة يعدها له الموساد لتشويه صورة الاسلام الحقيقية. وقد يطلب منه تأسيس منظمة اسلامية «جهادية « يجند فيها أناساً معينين. قد تقوم هذه المنظمة بعمليات يخطط لها هذا الشيخ الذي غرسه الموساد في ذلك المكان. أليست كل هذه الصفات تنطبق على «البغدادي « على ما قامت به داعش من تشويه للإسلام؟ ألم تقتل وتذبح في أغلب الدول العربية ولم تقتل فأراً في اسرائيل؟!
التسميات
دولي