"إزالة
الدولرة" تلوح في الأفق: سياسات ترامب "العدوانية" تهدد مكانة
الدولار
تقرير/عبده بغيل الحديدة اكسبرس
13 ابريل 2025
في لحظة تاريخية فارقة، يقف العالم على أعتاب تحول جذري في النظام
المالي العالمي. ترامب، بسياساته التجارية "العدوانية" ومغامراته
الاقتصادية المتهورة، يُشعل فتيل حرب ضروس على مكانة الدولار الأمريكي كعملة
احتياط عالمية. فبينما يواصل ترامب سياساته المتخبطة والاستفزازية، تتآكل الثقة
تدريجيًا في العملة الخضراء، وتلوح في الأفق بوادر تراجع دورها المركزي في
الاقتصاد العالمي.
التحذيرات تطلقها كبرى المؤسسات الاقتصادية، وعلى رأسها صندوق النقد
الدولي، الذي يشير بوضوح إلى انخفاض حصة الدولار في احتياطات البنوك المركزية من
أكثر من 70% في عام 2000 إلى أقل من 60% في السنوات الأخيرة. هذا التراجع ليس مجرد
رقم، بل هو مؤشر على تحول جيوسياسي واقتصادي عميق، حيث تتجه دول العالم نحو تنويع
احتياطاتها والبحث عن بدائل للدولار، وعلى رأسها الذهب واليوان الصيني.
الصين، القوة الاقتصادية الصاعدة، تستغل هذه الفرصة الذهبية لتسريع
وتيرة "إزالة الدولرة"، وتطوير عملة رقمية بديلة للدولار، بالتعاون مع
دول أخرى، لتجاوز نظام "سويفت" الذي تهيمن عليه الولايات المتحدة. هذه
الخطوة الجريئة، تعكس تصميم بكين على تغيير موازين القوى في النظام المالي
العالمي، وكسر احتكار الدولار.
معهد بروكينغز يدق ناقوس الخطر، محذرًا من ثلاثة تحديات رئيسية تهدد
هيمنة الدولار: الإفراط في استخدام العقوبات الاقتصادية، وتفاقم العجز والدين
العام الأمريكي، والتطور السريع في التكنولوجيا المالية. هذه التحديات، مجتمعة،
تشكل تهديدًا وجوديًا للدولار، وتفتح الباب أمام نظام مالي عالمي متعدد الأقطاب،
حيث تتنافس العملات على النفوذ والتأثير.