عشرات
آلاف النازحين يعودون إلى شمال قطاع غزة
الحديدة اكسبرس/متابعات
27/1/2025
عشرات آلاف النازحين يعودون إلى شمال قطاع غزة
بدأ
عشرات الآلاف من الفلسطينيين النازحين صباح اليوم الاثنين بالعودة إلى شمال قطاع
غزة، وذلك بعد حرب الإبادة التي ارتكبتها إسرائيل بحق سكان هذا القطاع الفلسطيني
على مدار أكثر من 15 شهرا.
كما
بدأ الآلاف المرور بمركباتهم من جنوب قطاع غزة عبر محور نتساريم الفاصل بين جنوب
قطاع غزة وشماله، وقال شهود عيان إن مركبات تحمل نازحين وأغراضهم بدأت بالمرور من
المحور عبر شارع صلاح الدين، بعد خضوعها لتفتيش أمني.
وتخضع
المركبات التي تمر عبر المحور من شارع صلاح الدين لتفتيش أمني بجهاز "إكس
ريه" (X-RAY)، وفق اتفاق وقف إطلاق
النار الذي بدأ سريانه في 19 يناير/ كانون الثاني الجاري.
وفي
وقت سابق اليوم، ذكرت القناة الـ12 الإسرائيلية أن قوات الجيش بدأت الانسحاب من
محور نتساريم، والذي أنشأه جيش الاحتلال مع بدء عمليته البرية يوم 27 أكتوبر/تشرين
الأول 2023.
وكان
جيش الاحتلال أعلن، في وقت متأخر مساء أمس الأحد، السماح بعودة الفلسطينيين
المهجرين من شمال قطاع غزة إلى منازلهم ابتداء من صباح اليوم الساعة 7:00 بالتوقيت
المحلي (8:00 بتوقيت مكة المكرمة).
وقال
المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي -في بيان- إن الجيش سيسمح بعودة
الفلسطينيين مشيا على الأقدام إلى شمال قطاع غزة عبر طريق نتساريم، ومن خلال شارع
الرشيد (غرب)
وأضاف
أدرعي "سيسمح بالانتقال بالمركبات إلى شمال القطاع بعد الفحص عن طريق صلاح
الدين (شرق) من الساعة 09:00 صباحا (10:00 بتوقيت مكة المكرمة)".
من
جهتها، ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن سيارات النازحين ستتجه إلى شمال غزة بعد
تفتيشها من قبل شركة أميركية خاصة.
تحذيرات
إسرائيلية
وحذر
المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي من "الاقتراب من قوات الجيش في كل أماكن
انتشارها وتمركزها في منطقة جنوب القطاع، ومن معبر رفح ومنطقة محور
فيلادلفيا".
كما
حذر من "ممارسة السباحة والصيد والغوص والدخول إلى البحر خلال الأيام
المقبلة".
وجاء
بيان أدرعي بعد أن أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، في وقت متأخر من مساء أمس،
أن إسرائيل وحركة حماس توصلتا إلى اتفاق يقضي بالإفراج عن 6 أسرى إسرائيليين،
بينهم أربيل يهود، مقابل السماح للمهجرين الفلسطينيين بالعودة إلى شمال القطاع.
ومساء
أمس أيضا، أعلنت قطر أنه في إطار الجهود المستمرة التي يقودها الوسطاء، تم التوصل
إلى تفاهم بين الطرفين يقضي بأن تقوم حركة حماس بتسليم "يهود" واثنين من
الأسرى الإسرائيليين قبل الجمعة القادم، كما ستقوم حماس بتسليم 3 أسرى إضافيين
السبت وفقا للاتفاق.
وفي
المقابل، تتضمن التفاهمات -وفق البيان- أن "تسمح السلطات الإسرائيلية، ابتداء
من صباح الاثنين بعودة المواطنين النازحين في قطاع غزة من الجنوب إلى المناطق
الشمالية من القطاع".
آلاف الفلسطينيين بدأوا العودة عبر شارع الرشيد
في تمام الساعة السابعة صباحا بالتوقيت المحلي (رويترز)
في
الأثناء، أشاد ستيفن ويتكوف مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب للشرق الأوسط،
بالاتفاق الذي أعلنت عنه قطر، واصفا إياه بـ"الرائع"، ومشيرا إلى
"سعادة ترامب بهذا الإنجاز". كما شكر ويتكوف "الحكومة الإسرائيلية
وجميع المنخرطين في اتفاق غزة".
من
جانبها، قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) -في بيان، مساء أمس- إنها سلمت
الوسطاء قائمة بأسماء الأسرى الإسرائيليين الذين ستفرج عنهم طيلة المرحلة الأولى
من الاتفاق.
وكان
نتنياهو رهن عودة مئات الآلاف من الفلسطينيين في غزة إلى شمال القطاع بالإفراج عن
"يهود" وفق بيان صادر عن مكتبه.
ويكمن
الخلاف الأساسي في تصنيف هذه الأسيرة، فبينما تصر المقاومة الفلسطينية على أنها
تُعد "عسكرية" تصر إسرائيل على أنها "مدنية" وفق إعلام
إسرائيلي.
ويوم
19 يناير/كانون الثاني الجاري، بدأ سريان وقف إطلاق النار بين المقاومة الفلسطينية
والاحتلال الإسرائيلي، ويستمر في مرحلته الأولى 42 يوما يتم خلالها التفاوض لبدء
مرحلة ثانية ثم ثالثة، بوساطة القاهرة والدوحة وواشنطن.
وبدعم
أميركي، ارتكبت إسرائيل -بين السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 و19 يناير/كانون
الثاني 2025- إبادة جماعية بغزة خلّفت أكثر من 158 ألف شهيد وجريح فلسطيني معظمهم
أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.
فصائل فلسطينية: عودة النازحين انتصار لشعبنا وفشل لمخططات التهجير
من جانبها أجمعت الفصائل الفلسطينية أن عودة النازحين لبيوتهم وأراضيهم في شمال قطاع غزة، هو انتصار للشعب الفلسطيني وإعلان لفشل وهزيمة الاحتلال الإسرائيلي ومخططات التهجير.
وعبر
الفلسطينيون العائدون عن فرحتهم رافعين شارة النصر والتكبير، مرددين عبارات الحمد
والثبات وحب البلاد، وآخرون قالوا "ما حدا بحب غزة غيرنا، أخيراً رجعنا على
بيوتنا".
وفجر
اليوم الإثنين، انسحب الجيش الإسرائيلي من محور "نتساريم"، الفاصل بين
جنوب قطاع غزة وشماله، والذي أنشأه الاحتلال مع بدء عمليته البرية يوم 27 تشرين
الأول/أكتوبر 2023.
وقالت
حركة حماس إن عودة النازحين لبيوتهم وأراضيهم "انتصار لشعبنا" وإعلان
لفشل وهزيمة الاحتلال الإسرائيلي ومخططات التهجير.
وأضافت
حماس في بيان لها أن عودة النازحين يثبت مجددا "فشل الاحتلال في تحقيق أهدافه
العدوانية في تهجير شعبنا وكسر إرادة صموده".
وقالت
أيضا إن المشاهد المفعمة بفرح العودة وحب الأرض والتشبث بها رسالة للمراهنين على
كسر إرادة الشعب الفلسطيني وتهجيره من أرضه، كما تؤكد على "عظمته ورسوخه في
أرضه".
ووصفت
حركة الجهاد الإسلامي، مشهد عودة النازحين لشمال القطاع بـ "الأسطوري"،
مشيرة إلى أن مئات الآلاف من النازحين يعودون إلى شمال قطاع غزة الذي حوّله
الاحتلال الإسرائيلي إلى ركام.
وقالت
الحركة في بيان لها إن "هذه العودة تأتي رداً على كل الحالمين بتهجير شعبنا
بعد أن تم تجاوز مشكلة الأسيرة أربيل يهود التي تم افتعالها بهدف قتل فرحة أهلنا
في غزة".
وأكدت
حركة الجهاد أن صمود الشعب الفلسطيني سيقضي على أي أحلام صهيونية لسرقة الفرح من
قلوبنا، وسيكسر قيد السجان والاحتلال، وفق البيان.
وقالت
حركة المجاهدين في بيان إن "عودة النازحين اليوم إلى شمال القطاع هو تجلي
لإرادة التحدي والصمود لشعبنا الفلسطيني".
بدروها،
قالت الجبهة الديمقراطية في بيان إن عودة النازحين إلى شمال قطاع غزة فشل إضافي
لحكومة الاحتلال الإسرائيلي و"خطة الجنرالات" لتهجير أبناء شعبنا".
وأعلنت وزارة الخارجية القطرية منتصف الليلة، عن السماح للنازحين في مناطق وسط وجنوب قطاع غزة بالعودة إلى ديارهم شمالا بدءا من الساعة السابعة من صباح اليوم للمشاة عبر شارع الرشيد غربا، والساعة التاسعة صباحا للمركبات من شارع صلاح الدين.
المصدر
: الجزيرة + الجزيرة + وكالات