عصا خشبية في يد الشهيد السنوار صنعت اكثر مما صنعت جيوش العرب
يحيى السنوار.. كيف تحول إلى “أسطورة” بعد عام من هندسة “الطوفان”؟
أعلنت حركة المقاومة الإسلامية حماس، الجمعة، بشكل رسمي استشهاد رئيس مكتبها السياسي يحيى السنوار، بعد اشتباك خاضه مع قوات الاحتلال في مدينة رفح جنوب قطاع غزة.
وقال رئيس الحركة في قطاع غزة خليل الحية خلال كلمة مصورة، إننا “ننعى القائد الكبير يحيى السنوار، الذي قدم روحه واصطفاه الله من الشهداء”، مضيفا أنه “قائد معركة طوفان الأقصى وارتقى مقبل وغير مدبر، وفي مقدمة الصفوف يتنقل بين المواقع القتالية، مدافعا عن أرض فلسطين ومقدساتها”.
وتابع الحية قائلا: “ارتقى السنوار شاهدا وشهيدا وراضيا بما قدمه من العطاء”، مؤكدا أنه كان استمرار لقافلة الشهداء العظام.
وأشار إلى أن أسرى الاحتلال لن يعودوا إلا بوقف العدوان على غزة، والانسحاب الكامل منها وخروج أسرانا من المعتقلات.
رحل مشتبكا
وجاء استشهاد السنوار في اشتباك مباشر وميداني مع جيش الاحتلال ليعكس الشخصية الواضحة التي تكشفت منذ صعوده إلى المناصب القيادية بعد الإفراج عنه ضمن صفقة “وفاء الأحرار” (صفقة شاليط) في عام 2011.
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي بكثافة لقطات الفيديو والصور التي تظهر الاشتباك المباشر مع قوات الاحتلال حتى النفس الأخير من حياته، وهو ما دفع البعض إلى وصفه بأسطورة المقاومة الفلسطينية، وربما أول قائد فلسطيني مقاوم ينال الشهادة في اشتباك مع قوات الاحتلال وليس في عملية اغتيال.
واشتهر السنوار بالعديد من المواقف والتصريحات التي تضمنت تصرفات وعبارات عامية وشعبية معروفة لدى الشارع في قطاع غزة، تدل على التحدي وعدم الخوف، ولعل أبرزها كلمات “خاوة” و”ملطة” وإعلانه أنه سيغادر من البث المباشر مشيا على الأقدام.
ابن المخيم
ولد يحيى إبراهيم حسن السنوار عام 1962 في مخيم خانيونس للاجئين جنوب قطاع غزة، بعد أن نزحت أسرته من مدينة المجدل شمال شرق القطاع بعد احتلالها عام 1948.
أكمل تعليمه في مدرسة خانيونس الثانوية للبنين، قبل أن يلتحق بالجامعة الإسلامية بغزة ويتخرج منها بدرجة البكالوريوس في شعبة الدراسات العربية.
ونشأ في ظروف صعبة وتأثر في طفولته بالاعتداءات والمضايقات المتكررة للاحتلال الإسرائيلي لسكان المخيمات.
يحيى السنوار.. “ابن المخيم” الذي سايس الاحتلال بـ”الخاوة” وواجهه بالاشتباك
وشككت أوساط لدى الاحتلال الإسرائيلي في إمكانية القضاء على حركة المقاومة الإسلامية حماس، وتحقيق النصر الذي يتغنى به رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو منذ ما يزيد عن العام، رغم استشهاد قائد الحركة يحيى السنوار.
أبرز المواقف الإسرائيلية حول استشهاد السنوار، وحالة التشكيك التي لم تغب عنها في تحقيق الأهداف الإسرائيلية، على الأقل خلال المديين القريب والمتوسط.
تشكيك إسرائيلي بإمكانية القضاء على “حماس” بعد استشهاد السنوار
وبثت قنوات تلفزة عبرية تسجيل فيديو للمعركة التي دارت بين رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، وقوة تابعة للاحتلال، قبيل استشهاده في أحد المنازل في منطقة تل السلطان في رفح.
ويظهر السنوار وهو يقاتل طائرة “كواد كابتر” أطلقتها قوات الاحتلال داخل المنزل الذي تحصن فيه، حيث ألقى صوبها عصا كانت بيده اليسرى، فيما كانت يده اليمنى مصابة وتنزف..وهذا ما قاله ناشطون على شبكات التواصل الاجتماعي بان التاريخ سوف يشهد بان عصى خشبية في يد الشهيد السنوار صنعت اكثر مما صنعت الجيوش العربية في اشارة سلبية الانظمة التي تشاهد ما يحصل في غزة من نجازر دون ان تحرك جيوشها باستثناء اليمن
نعي واسع للسنوار
ونعى العديد من حركات المقاومة والقوى السياسية، بما في ذلك حزب الله في لبنان وجماعة “الحوثي” في اليمن، يحيى السنوار، إضافة إلى الرئيس الإيراني.
إيران
قدم الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، التعازي باستشهاد يحيى السنوار الذي “قاتل ببسالة”، مشيرا إلى أن “الشهادة لا تؤثر على عمل المقاومة ضد الاحتلال”، حسب ما نقلته وكالة “تسنيم” الإيرانية.
وقال بزشكيان: “لقد قضى الشهيد السنوار سنوات من حياته القيمة في أسر الكيان الصهيوني السفاك، وبعد ذلك واصل كفاحه حتى اللحظة الأخيرة من عمره المشرف، حيث قاتل ببسالة ولم يستسلم”.
حزب الله
وقال حزب الله، في بيان، الجمعة، “نتقدم من الشعب الفلسطيني المجاهد والمظلوم ومن إخواننا المجاهدين في حركة المقاومة الإسلامية حماس ومن أمتنا العربية والإسلامية ومن كل مجاهد ومقاوم وحر في هذا العالم، بأحر التعازي باستشهاد قائد طوفان الأقصى رئيس المكتب السياسي في حركة حماس الأخ المجاهد يحيى السنوار رحمة الله عليه، ونتوجه خصوصا إلى عائلته الشريفة والمضحية بأحر آيات العزاء وأن يمن الله عليهم بالصبر والسلوان وحسن ثواب الآخرة”.
وأضاف أن “القائد الشهيد يحيى السنوار الذي حمل الأمانة وشعلة القيادة من الشهيد القائد إسماعيل هنية كي يكمل مسيرة المقاومة والعطاء والتضحيات مع المجاهدين الأبطال والمقاومين الشجعان، وقف في مواجهة المشروع الأمريكي والاحتلال الصهيوني، وبذل في سبيل ذلك دمه حتى نال الشهادة وأسمى مراتب الكرامة والكمال الإنساني”.
الحوثيون
قال المجلس السياسي الأعلى لجماعة الحوثي في اليمن، “ببالغ الاعتزاز والفخر، تلقينا نبأ استشهاد المجاهد العظيم والقائد الكبير يحيى السنوار بعد مسيرة طويلة حافلة بالجهاد والعطاء”.
وأضاف في بيان، أن السنوار “رفع راية الجهاد ووقف بفاعلية وثبات في طليعة الشعب الفلسطيني المظلوم الصابر المجاهد في حركات المقاومة الفلسطينية، وشكل جبهة صلبة وقوية في وجه العدوان الإجرامي الصهيوني حتى توج أعماله وجهاده بالشهادة في سبيل الله”.
الإخوان المسلمون
نعت جماعة الإخوان المسلمين قائد حركة حماس في بيان صادر على لسان القائم بأعمال مرشدها العام، صلاح عبد الحق، مشيرة إلى أن “الشهيد القائد السنوار.. رسم الطريق وحطم الأسطورة ومضى”.
وقالت الجماعة: “ببالغ الحزن والأسى تنعى جماعة الإخوان المسلمين الشهيد القائد يحيى السنوار، الذي لقي ربه شهيداً في معركة طوفان الأقصى المباركة، ليلحق بركب شهداء الأقصى، بعد جهاد ظافر ضد أعتى قوى الأرض بغياً وظلما واستكبارا في الأرض”.
وأضافت: “نم قرير العين أبا إبراهيم، فقد أديت إلى الله واجبك، ووعدت فلسطين ووفيت، وتوعدت عدوك فأبليت، وصنعت مجداً لفلسطين في العالمين؛ لم يكن لها قبل طوفان الأقصى. فطبت حيًّا وطبت ميِّتا، وبوركت سواعد وعزائم رجال أذلّوا أنوف الصهاينة المعتدين”.
سياسيون وإعلاميون مصريون ينعون السنوار.. “ربح البيع أبا إبراهيم”
إخوان سوريا
قالت جماعة الإخوان المسلمين في سوريا، إنها “تتقدم بخالص التعزية إلى أهلنا في غزة، وإلى عموم الشعب الفلسطيني والأمة باستشهاد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الشيخ يحيى السنوار وثلة من إخوانه خلال اشتباك مع قوات العدو الصهيوني في رفح، ملتحقا بإخوانه الذين سبقوه على أرض غزة الطاهرة ونسأل الله لهم النصر على عدوهم المحتل المجرم”.
وأضافت في بيان، “إننا في جماعة الإخوان المسلمين في سوريا ندين ونستنكر هذا العمل الإجرامي الصهيوني، وجرائم الاحتلال على أرض غزة وفلسطين، والذي يمارسه العدو الصهيوني يومياً دون رادع أو حسيب”.
قوى سورية معارضة تنعى الشهيد يحيى السنوار.. “هكذا يرحل قادتنا”
واختتمت بالقول: “رحم الله الشهيد يحيى السنوار ورفاقه وغفر لهم وتقبلهم في الصالحين، ونسأل الله تعالى أن يتقبل جهدهم وبذلهم وصبرهم ومصابرتهم وسائر عملهم، وأن يرفع مقامهم في عليين، مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا”.
الجهاد الإسلامي
قال الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، زياد النخالة، “ننعى اليوم قائدا كبيرا ومميزا من قادة شعبنا الفلسطيني، أمضى حياته مجاهدا، وتقدم الصفوف وقاتل في سبيل الله، لم يتردد ولم يضعف، ولم يغادر سلاحه، فكانت شهادته علامة فارقة في تاريخ النضال الفلسطيني”.
وأضاف في بيان، “إنه القائد الكبير يحيى السنوار، الذي ارتبطت باسمه أكبر معركة خاضها الشعب الفلسطيني على مدار نضاله الطويل، إنها معركة طوفان الأقصى بكل ما تحمله من معاني البطولة والتضحية والفداء”.
الجبهة الشعبية
ونعت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، يحيى السنوار، مشددة على أنه “قائد وطني مهندس لملحمة طوفان الأقصى، وأحد أبرز رموز النضال الفلسطيني”.