البن اليمني إستراتيجية التنمية..وصراع من أجل البقاء/عبده بغيل
كتب/عبده بغيل_صنعاء
03/مارس/2022
على إيقاع الطبول والاهازيج والاغاني اليمنية واشهرها "بن اليمن يا درر… يا كنز فوق الشجر… من يزرعك ما افتقر… ولا ابتلى بالهوانِ”والتي لخصت ارتباط اليمنيين بالبن منذ زراعته وإلى جني ثماره..
اليوم في العاصمة صنعاء دشن مهرجان التسوق للبن اليمني الذي تنظمه على مدى ثلاثة أيام اللجنة الزراعية والسمكية العليا ووزارة الزراعة والري في حكومة صنعاء تحت شعار" نُحيي التاريخ ونزرع الأمل".
هدف المهرجان الذي تزامن مع اليوم الوطني لزراعة البن الذي يحتفل به في الثالث من مارس من كل عام خلال السنوات الاخيره في المناطق الخاضعة لحكومة الإنقاذ الوطني
بصنعاء فيما اشار المهندس عبدالملك الثور وزير الزراعة والري إلى أن مهرجان التسوق للبن اليمني أحد الآليات والفعاليات التي تحفز مزارعي البن والمنتجين والمصدرين على الاهتمام أكثر بهذا المحصول، بما يسهم في زيادة مساحة زراعته وإنتاجيته.
اكد الدكتور رضوان الرباعي، رئيس اللجنة الزراعية والسمكية العليا،أهمية المهرجان والهدف من إقامته تأتي في إطار النهوض بزراعة وإنتاجية البن مشيرا الى أنه سيتم تنمية قطاع البن من خلال الاهتمام بزراعته ومراحل الإنتاج وسلاسل القيمة في إنتاج وتصنيف البن وقال "نتوقع ارتفاع إنتاجية البن خلال الأعوام القادمة والتوسع في زراعته خاصة وأن وزارة الزراعة لديها أكثر من مليون شلة بن سيتم توزيعها خلال موسم التشجير الحالي لزراعتها في أمانة العاصمة صنعاء والمحافظات"
البن اليمني الذهب الاحمر والصناعة التي لا يتولد عنها الدخان
البن هو ثمار أشجار البن الذي تحضر منه القهوة أشهر وأكثر المشروبات انتشارا في العالم، تتميز القهوة التي تُحضر من البن اليمني بنكهه فريدة ومذاق يحتل محصول البن مكانة استثنائية في ذاكرة اليمنيين وعلى هامش المهرجان التقينا المرأة المسنة التي تم تكريمها الحاجة صالحة مطر قرواش الذي حافظت على أشجار البن التي تملكها اسرتها منذ أكثر من 150 عاما في محافظة صعدة .
كما أكد فهد الشهاري مدير التنفيذي "لموكا تايمز" والذي يقدم مشروبات حديثة بنكهة البن اليمني أشار الى هناك إقبال شديد على هذه التركيبات منوها بأن البن اليمني ثمرة ذات أبعاد إستراتيجية واقتصادية لو استمر اليمنون في توسيع زراعتها والمحافظة عليها لانه يعتبر الذهب الاحمر والصناعة التي لا يتولد عنها الدخان .
حضارة البن اليمنية شيئا ،وأكد الطيري الذي يبدو أن عمره لم يتجاوز 25 عاما اعتزامه إنشاء سلسلة من الأسواق و مقاهي البن اليمني هناك حتى يتم التعريف بالبن اليمني والتسويق له بالشكل الصحيح .
من جانبها قالت مديرة "سمراء كوفي" سارة الحاج " انها تعتمد. كثيرا على الطلبات عبر الاونلاين والتوصيل لأي مكان في العاصمة اليمنية صنعاء وخارجها مكاتب الشحن الداخلي والخارجي معتبرة المهرجان فرصة تسويقية كبيرة سوف يتيح لها التسويق والترويج منتجات البن
بدوره اعتبر كمال النجمي مدير الجودة والتسويق "موكا ستوري" ان اليوم الوطني المميز لاحياء ثقافة البن فيه رمزية ويعتبر. يوما تشجيع لمزارعي ومنتجي ومصدري البن في اليمن ونوه الى ضرورة خلق أسواق محلية يمنية جديدة .
البن اليمني صراع من أجل البقاء
اكثر ما تعانيه زراعة البنّ هو الصراع المرير مع زراعة القات، فالكثير من المزارعين يستبدلون كل ما لديهم من أشجار للقهوة أو نصف حقلهم بالقات، وذلك لأن “القات له عائد مالي جيد ومتكرر” ولأنه مقاوم للجفاف لفترات أطول.
ثمة إجماع لا استثناء فيه يجعل من هذه الشجرة وثمرتها الشهيرة في موقع المحصول الوطني الأول، وفضلاً عن القيمة الاقتصادية لمحصول البن، ثمة قيمة تاريخية ومعنوية له، فمن خلال محصول البن سجل اليمن حضوراً متميزاً على المستوى العالمي منذ أوائل القرن السادس الميلادي وحتى منتصف القرن التاسع عشر باعتباره المصدر الأول للبن من خلال ميناء المخاء الذي حمل البن اسمه إلى كل أنحاء العالم، وإلى الآن تحرص الكثير من الشركات على إطلاق اسم موكا (Mocha) على البن الذي تُسوقه، ورغم أن إنتاج اليمن من البن ليس ضخما مقارنة مع دول أخرى إلا أن جودة البن اليمني احتفظت بموقعها كأفضل أنواع البن المنُتجة على مستوى العالم.