المحافظات المحتلة:بين مطرقة الاحتلال وسندان المعاناة
تقرير/عبده بغيل الحديدة اكسبرس
11 فبراير 2025
تحت وطأة الاحتلال وسياساته التدميرية، ترزح المحافظات الجنوبية والشرقية من اليمن تحت وطأة أزمات متعددة ومتفاقمة. فمنذ سنوات، يعاني أبناء هذه المناطق من تدهور غير مسبوق في كافة مناحي الحياة، حيث يعيشون على صفيح ساخن جراء التدهور الأمني والاقتصادي والإنساني الذي يغذيه الاحتلال السعودي الإماراتي وأدواته.
وما تشهده المناطق المحتلة من معاناة حقيقية يؤكد الفشل الذريع للاحتلال السعودي الإماراتي ومرتزقتهما في تحقيق أي خطوات لتحسين الوضع الاقتصادي والمعيشي وتخفيف معاناة المواطنين التي وصلت إلى مرحلة بالغة الخطورة، في ظل عدم وجود أي مؤشر لتحقيق انفراجه في هذا الجانب.
ساهم استئثار الاحتلال ومرتزقته بخيرات وثروات المحافظات الجنوبية والشرقية في تأجيج الأوضاع في تلك المحافظات، وصولًا إلى خروج المواطنين في احتجاجات شعبية ساخطة على تدخلات المحتل وتدهور الخدمات. وفي ذات الوقت، ندد المحتجون بما وصل إليه الوضع الاقتصادي من تدهور طال معيشة المواطن اليومية جراء ارتفاع الأسعار وهبوط سعر العملة المحلية مقابل الدولار، والذي تجاوز 2300 ريال.
يعكس استمرار الاحتجاجات الشعبية في عدن والمحافظات المحتلة ضد حكومة الفنادق فشل الاحتلال وأدواته في احتواء التداعيات الإنسانية. ويؤكد في الوقت ذاته ما أفرزه الاحتلال طيلة عشر سنوات من تداعيات كارثية على كافة المستويات، وما عجز المؤسسات عن تقديم خدماتها وانقطاع التيار الكهربائي عن مدينة عدن، إلا شاهدًا حيًا على الواقع المرير الذي تعيشه المحافظات المحتلة والمستوى الكارثي الذي وصلت إليه.
ما تشهده المحافظات الجنوبية والشرقية، من توتر واضطراب واحتجاجات شعبية واسعة يؤكد أن تواجد الاحتلال السعودي والإماراتي بات مسألة وقت، وأن تحرير تلك المحافظات ضرورة حتمية تهم كل أحرار اليمن في الشمال والجنوب فالشعب اليمني، الذي استطاع دحر الاحتلال البريطاني قبل ستين عامًا وإخراجه من المحافظات الجنوبية مهزومًا، قادر اليوم على إجبار المحتلين الجُدّد على الرحيل، خاصة وأن اليمن أصبح يمتلك قوة ردع مكنته من مواجهة قوى الهيمنة والاستكبار العالمي